*منِّي النَّفْس بِالمُسْتَحِيلِ *
بِقَلَم الشَّاعِر د مُحَمَّد الوَحْدَانِي
لَا تَحْسَبِي أَن جَزْرَ دَارَة قَلْبِي
بِهَا بُحْرُ هَوَانَا المقيم قَد تَحَرَّرَ ؛
فَمُعَتَّقُ الرَّمْلِ بِالْمَدِّ أَحَاطَ بِالْحُبِّ
حَتَّى اسْتَوَى بِالعِشْقِ وَ تَدَوَّرَ !
.
فوَيْلَاهُ !
عَلَى عَشِقٍ كَتَمْنَاهُ
أَبَدًا حبيبتي مَا نَسِينَاهُ . . .
قد شَقّ رَقِيق مَا فِيهِ ذَكَرْنَاهُ….
إذْ عَزُولٌ فَرَّقَ مَا فِيهِ بَنَيْنَاهُ !
بِالْفُؤَادِ تحمل
وصلا تذكرين عَشِقْنَاهُ ،
حَتَّى لَمَّا ميمون الْوُدَّ تجمل تَرَكْنَاك و تَرَكْنَاهُ . . .
ٱ أَسَفِي لَقَد جَالَ فِيهِ كَمَا شَا،
و أَغَارَا حَتَّى مِنَّا الصَّمِيمَ أَصَابَا…
فِي مَنْ نَغَارُ عَلَيْهِ حُبَّا
حَتَّى نَغْضَبَا ؛
و مَا سَأَمْنَاهُ !….
عَلَى مَا كَانَ لِي ؛
و أَنْبَتُّ فِي أَرْضِهِ مَا بَرَزَ
أَرْضًا كَمَا السَّمَا ؛
و سَمَاوَات سَبْعًا وَشَا .
و إحْدَى عَشَرَ كَوْكَباً طَرَّزَا .
لَسْت أَدْرِي مِنْ فِينَا عِشْقُهُ مِن فَرْطه :
سَمَى ؟
فَتَضَرَّعَا ؟
وَ تَذَرَّعَا ؟
يَا سَعْدَ الْوَصْلِ ؛
مُحَرَّمَ الْقُبَلِ ؛
شَهِيَّ الْمُقَلِ .
مَنْ أَتْعَبَنِي فِيكِ بُعْدُ النَّظَرِ ،
و أَمْسَى اقْتِرَابِي مُسْتَقِيمَ الْخَطَرِ
كُلَّمَا نَأَى بِي وَجَعِي وَدِدْتُ رَجَعْتُ سَرِيعَ الْأَثَرِ
شَوْقٌ العَاشِقِينَا أسعده فَرَحُ ،
و أَنَا شَوْقِي
أغلبه فيك تَرَحُ !
حتى غدا هَلَاكِي و غَرَقِي . . .
أَخْرِقْ ٱ خَضْرَ الْوَقْتِ مَوَانِئَ الْغَدْر
فَمُوسَى لَا يَسْتَطِيعُ مَعَكِ صَبْرِي .
أَوْ أُحْرِقْ قَنَاطِرَ الْعَوْد ،
فطارق الْوُدِّ
عله كَان شَطَّ بَحْرِي….
و هَاجَرْ سِرًّا إلَى يَمِّ الْجُرْحِ ،
و إِنْكئ قَصْدًا بِالْهَجْرِ
تَلِمَ بَوْحِهِ ،
كَيْمَا تَخْضَرَّ فِي حَقْلِهِ ،
بَذَرَاتُ مِن أَيْنَعَ .
و هَمَّ بِهَا إذْ هَمَّتْ بِهِ ،
فيوسف الْجَمِيل غَابَ عَنْ جُبه
فَأَبْدَعَ حَتّى أَسْمَعَ عن حسنه ،
مَنْ بِهِ أَمَلٌ ،
أَلَمٌ ،
حتى قَطَّعَتْ فِي مَدِينَةِ قَلْبِهِ .
تُفَّاحَ وَصْلِهِ
عَلَى أَصْلِهِ ،
فَرَتَّبَ بِحُبِّهِ
مَرَافِئ حَرْفِه . . . .
فمنِّي غُصَّة النَّفْسِ
بِمَوَاقِيت الْإُنْسِ ،
كَيْمَا يُدَثِّرَ بِمُبِينِ هَجْرِه
فلول صَبْرَهِ .
سَيِّدَتِي لَا تَمَلِّي مِن مُسْتَحِيلِ
مِنْ حَنَّ إِلَيْهِ شَدِيدُ الْوَصْلِ ،
فَالْعُمُر بُرْهَةٌ أَتْعَبْتْ دُرَر كَتْمِهِ
عَزِيزٌ الْهَوَى عَلَى مُره .
لَيْس الْعَيْبُ مِنْ عَادَ فِي جُرْحِهِ
وَ سَانَدَ فِي الْغَمِّ رَحِمَ هَمِّهِ ،
الْعَيْبُ مِنْ فَرَّ مِنْ فَرْطِ يَأْسِهِ ،
و الْمَجْدُ كُلُّهُ فِيهِ :
مَنْ تَلَقَّى نَخِيلَ الْعِشْقِ و هَزَّهُ إلَيهِ
كَمَا مَرْيَمُ تَمَلَّتْ فِي جَرِيدِه ،
حتى تَسَاقَط عَذْبُ الْمُسْتَحِيلِ :
عَلِيلَ الْجَنْبِ ،
حُلْوَ الرُّطَبِ ،
مَجْهُولٌ التَّمْرِ ،
طري الْخِصْبِ ،
بَعِيدٌ الْغَيْبِ
قَرِيبٌ الْغَوْرِ ،
عَلَى عُمْقِهِ !
مُحَمَّد
عِيسَى
مُوسَى ،
و دَاوُودُ يُزَمِّرُ عَلَى هَيْكَلِ سُلَيْمَانَ نَشِيدَ لَحْنِهِ .
و لَقَد ذَكَرْتُكِ و رِمَاحُ الْقَلْبِ تَنْزِفْ مِنْ نَصْلِهِ ،
و اللَّه هُنَاكَ
و اللَّهُ هُنَا ،
دِينُهُ عَلَى حُبِّهِ ،
فِي بَوْحِهِ أَوْ سِرِّهِ
فِي غِمْدِهِ
أَوْ فِي الْجُبَّةِ عَلَى أَثْرِهِ
فِي الْجَنَّةِ أَوْ النَّارِ عَلَى حُكْمِهِ .