الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

قَصِيدَةٌ  : أَعْلَنْتُ عَلَيْكِ اُلْحَرْبَ !

 

 

بِقَلَم مُحَمَّد الوَحْدَانِي

 

بَعْدَ حِينْ ،
أَدْرَكْتُ ،
إنَّنِي بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ السِّنِينْ ،
كُلَّمَا فِيكِ حَاوَلْتُ ,
أَنْ اُنِيرَ طَرِيقَ الْعَوْدَةِ اِنْطَفَأَتُ !

لَكِنِّي ،
بَعْدَ الآنَ ، الرَّحِيلُ أَوْ الْبَقَاءْ ،
سِيَّانِ، عِنْدِي سَوَاءْ !
لَا تُعْلِنْي علي بَعْدَ الآنَ الْحُبَّ
فَقَد أَعْلَنْتُ يائسا عَلَيْك الْحَرْبَ !

فلَا تُتْرُكْي إذْن حِمْلَ جِمَالَكَ ،
لَا تَنْزِجلي عَنْ رَكَائِبِ رِحَالِكَ؛
فَقَد كَرَّرْتَ مَا بِهِ تَغْدِرُ ،
و مَا أَلِفْت كُلَّ مَرَّةٍ به تَعْتَذِرُ .

تَحَنَّيْ بعدي الْآن بِوَشْمٍ مَجِيدِ الْهَجْرِ ؛
وَ زَيِّنِي سَمَاءَ خُرُوجِكِ
بِمَا تَبَقَّى فِي أَيَّامِ الشَّهْرِ ،
كَقَمَرٍ يُغَادِرُهُ فِي هُدُوءٍ بَهَاءُ الْبَدْرِ .

أَو كَورد مِسْكِ اللَيْلٍ بِلَا عِطْرِ
كسَيْفٍ كَان مَحْسُوبٌ الدَّائِرٍ ،
ذِكْرَى مُهَنَّدٍ صَعْبِ الطِّعَانِ بَاتِرِ ،
فَأَمْسَى كَمُحَطَّمِ النَّصْلِ بِلَا أَثَرِ .

سَأَنْصِبُ لَك سُرَادِقَ عَزَائي :
مِنْ صَدْرِ و عَجُز خِيَّامِ شِعْرِي .

لَنْ ارْثِيكِ .
لَن أَكْتُبَ لَك شَاهِدَةً عَلَى قَبْرِي .
لَنْ ابْكِيكِ .
فَرِثَائِي ،
تَسْتَحِقُّهُ فَقَطْ السَّيِّدَاتُ
مِنَ النِّسَاءِ ،
الوَاقِفَاتُ
عِنْدَ حَدِّ الْوَعْدِ ! .

كنت أَنْتِ في المصير الأخير ،
فِي سَمَائِي ،
مِثْلُ سَحَابَةِ صَيْفٍ تَعِدُ كُلَّ حِينٍ بِالْمَاءِ ،
و لَا تُمْطِرُ في النهاية غَيْرَ جَدْبٍ و جَفَاءِ .

كُنْتِ مُجَرَّدَ سَرَابٍ فِي صَحْرَائِي !

لَمْ تَكُونِي حَقًّا أَبَدًا أَمَلَ وَاحَاتِي !
و لَا كُنْتِ فُصُولَ الرَّبِيعِ القَادِمَاتِ !
كُنْتِ مُجَرَّدَ وَعُودٍ و ظِلالٍ عَابِرَاتٍ !

كُنْتِ وَ كُنْتُ حَتَّى كَانَ الْعِشْقُ ،
طَوَعْناهُ كَمَا الْحَدِيدُ يُطَوِّعُهُ الْحَرْقُ ؛

ڤإذْ بِي فَقَطْ مِنْ رَحِمِ الْوَهْمِ
صَنْعَتُكِ،
و مِنْ تَفَاصِيلِ خَيَالِي ،
لَمَّا نَحَتْتُكِ حَتَّى خُلِقْتِ مِنْ كَلِمَاتِي،
حَتَّى فَرَحًا بِهَا وَ بِكِ وَلَدَتُكِ !

إرحلي مِن جَنَّتِي .
اُخْرُجِي مِنْهَا مَطْرُودَة تُقْصَى .
إنَّ الحب الحق أَوْصَى :
لاَ يُخَلَّدُ فِيهَا مِنْ حبيبه يَعْصَى !

و أَنْت عَاصِيَّةٌ مُسْتَخِفَّةٌ اعْمَاكِ ،
عَمَاكِ ،
حَتَّى غَدَوْتِ لَا تُفَرِّقِينَ فِي بَحْرِ هَوَاكِ
بَيْن قَاعِ التَّحْتِ و عَالِيَّاتِ الْأَفْلَاكِ !

حَتَّى إذ بِكِ إذ خُيِّرْتِ بَيْنَ خَاطِرِي ؛
و بَيْنَ كُلِّ خَاطِرٍ عَابِرِ .

اخْتَرْتَ غفلة يَا أَسَفِي عَلَيْكَ خَاطِرَ الْعَابِرِ…

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات