الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

قصيدة :سَهْوٌ الْحَبِيبِ غَدْرُ !

 

بِقَلَم مُحَمَّد الوحداني .

 

1

هَل جَازَيْتِ عَامِدَةً وَدْيٌ بِالْغَدْرِ ؟
أَم تُرَاكِ جَحَدْتِ فَرَحَ الْقَلْبِ بِالْكَدَرِ ؟

فِعْلُك يَا صَاحِبِي كَان مُرِيبٌ !
سَوَاءٌ أَقْسَمْتِ قُرْآنًا و زِدْته تَوْرَاة و صَلِيبٌ .
و أَقْسَمْتِ بِحَيَاةِ أُمُّكِ و رُوحِ أَبِيكِ و فُؤَادنا الْكَئِيبْ ! .

مَا مَعْنَاهُ أَنَّ تَغِيبَ و لَا تُجِيبُ ؟
قَصْدًا أَوْ سَهْوًا الْحَبِيبَ !
مَعْنَاه قَتَلُكَ هَوَاكَ و تُذِيبَ ،
رَوّحَ مَنْ كَانَ العشيقْ .

إِنَّكِ غَمَدْتَ نَصْلَ حَدِّكَ الْأَنِيقْ
فِي نَثَر الْكَلَامْ !
و أَطْفَأَتَ يَا أَسَفِي لَهَيْبَ
حُبٍ ، اِشْتَعَل نَارًا و حَرِيقَ ،
هَجْرٍ يَمْتَطِي بِالْكَذِبِ صَهْوَة الْحَمَامْ . . .

أِنَّ رِيش السَّفَرْ
لَو تَعْلَمِينْ :
وَاهِن كَالْقَدَرْ . . .
فَلَا تَبْخَسِي يَا هَذِهِ حَظَّكِ العريقَ ،
فِي وُدٍّ مَنْ عَبَرْ !
لاَ تته عني يَا خَلِيلَيّ و لَوْ قَلِيلَا ،
حتما ستوَاجِهْ مَوْتَكَ الْقَادِمَ الطَّويلَا . . . !

فَأَنْت الْغَائِبُ الَّذِي قَدْ حَضَرْ . . .
فَتَدَلَّى ،
و تَمَاهَى ،
و تَبَاهَى ،
فَتَعَالَى . . .
و رَأَى مَا رَأَى . . .
حَتَّى اِنْدَثَرْ . . .

2

عَلَيْك السَّلَامْ . . .
أَيّهَذَا القصيدْ
عُدْ إلَى رُشْدِ عِشْقِكَ الْبَعِيدْ .

أَو تَغَزَّل بِقُرْصِ الشَّمْسِ ،
و كُنّ كَالْفَرَاشِ شَدِيدَ الْبَأْسِ !
و احْتَرِقْ، تَوَضَّأْ بِخَيْطِ الْفَجْرِ
بَعْدَ هَذَا اللَّيْلِ الْعَنِيدْ .
كُنّ كَخَيْط الشَّمْعِ
أَطِع شَيْخ الْهَلَاك بِالطَّوْعِ
لَا يُسْأَلُ عَنْ الْفَهْمِ كَالْمُرِيدْ !

فَرِّقْ دَمَكَ بَيْن قَبَائِلِ الْأُفْقِ الْأَحْمَرْ
كَي تَوَلَّد كُلِّ مَرَّةٍ مِنْ جَدِيدْ !

تَدَثَّرْ ،
بِعَيْنَيْ حَبِيبَتِكَ كَصُبْحِ عِيدْ . . .
تَكَحُّل بِرَمْشِ مُقْلَتَيْهَا ؛
قَبِّلْ زُلَالَ حُضُورَيْهَا ،
كَنَبْتٍ شَرْقِيِّ الْمَقَامَاتْ ؛
انْتَظَم عَلَى مِعْصَمَيْهَا ،
كَسِوَارٍ مُتَصَوِّفِ الْحَالَاتْ ؛
و عَلَى خُطَى قَدَمَيْهَا
كَخَلْخَالٍ دَارٍ بِهَا ،
و اعتَمر ،
كَمَن وَلَّى وَ فَاتْ .

3
زُرْ ،
عذرك / غَدْرُكَ !
فَقَدْ أَدْرَكَتَ حَتْفَكَ !
و لَن يُنْجِيكَ حَلْفُكَ
الَّذِي بِهِ كُلَّ مَرَّةٍ تَتَعَلَّلْ !!

تَنَسَّكْ بِحَجَر الْقَطِيع الْأَسْوَدِ عُنْوَةً و أَرْحَلْ ؛
و إنْ كُنْتُ بِالْعَيْنِ لَا أَرَاك، فَالْقَلْبُ يَرَاكْ !
صَدَقَ مَنْ قَالَ فِي الْبُعْدِ فِيكْ :
مُقَدَّسُ اللَّوْنِ مُبَاحٌ لقَرَامِطَةِ الشِّرْكِ هُنَاكْ .
.إن وعدك لي غادر خَاطِفٌ مِثْل الْوَعِيدْ . . .
فسَلمْ عَلَى مَنْ ذَاق ضَيْفًا مَاءُ السَّمَاءْ
فأنا فيك مثل من لَبَّى النِّدَاء
و هُو غَرِيقْ !

4
عُدْ إلَى زَهْرٌ الرَّبِيعْ ؛
لَا تَبَايَع طَوَالَ الوَقْتِ
خَرِيفٌ الْعُبُورْ . . .
أٍنَّ صَيْف النَّاسِ هَالِكٌ لَو تَعْلَمِينْ !

عُدْ إلَى أَصْلِ النشيدْ ؛
و اقْرَأ كِتَابَيْكَ بِقَلْبِكَ و الْيَمِينْ ،
و اخْلَع نَعْلِي مُرُورِكَ .

إن حَنِينَكَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ
مِن وَرِيدِكَ !
حَيْث كَعْبِة النَّبْضِ ؛
صَلِيبٌ الوَمْضِ ؛
و تَابُوتُ الْعَهْدِ . . .
٥
اِمْتَشِقْ مِن وَصَايَاكَ حَضَرَتَكَ الْأُولَى .

و اعْلَمْ أَنَّ الشِّعْرَ ، طَرِيقٌ سَالِكٌ إلَى أَهْلِ الصَّمْتِ !
فَالصَّمْتُ سيدتي يُغْوِي أَهْلِ الْكَلَامْ . . . .

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات