الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

قصيدة خماسية نيرون الشوق

 

بقلم محمد الوحداني

 
                                                  1
*دخول النَّار . 
 
احترق فنيرون قلبك
سر طريقك 
و نارك نورك ! 
و أَخْرَجْ مِنْ وَادِيكَ و أَهْوَى !  
مِنْ عُلَاكَ إلَى أَسْفَلِكَ الْعَمِيقِ ؛ 
و ارْكَعْ إلَى قَدَمَيْ الْحَبِيبِ 
طُوَى 
كَيْمَا تُشْعَلَ نَارَكَ الْمُقَدَّسَةَ كَالْغَرِيبِ ؛ 
اُسْلُكْ يَا هَذَا عُبُورَكَ
 إلَى أُفْقِكَ الْبَرِيقِ …
و اُخْرِجِي يَدَيْك مِن لَوْحَة غَرَامِي 
لتضَعِي كَفَّكِ عَلَى ذِرَاعِ تَتيُّمِي الْمُحَرَّمِ . 
و دُعِينَا نَدْخُلَ النَّارَ وَ لَوْ قَلِيلًا ؛  
لَا تفكري سَيِّدَتِي طَوِيلًا .
 
                                                     2
*الإله 
 
هَل تَتذَكَّرينَ الَّذِي كَانَ 
و قَدْ حَانَ أَوَانُ فِرَاقِي ؟ 
 
لَيْلَة صَعَدْتُ إلَيْك شَدِيدٌ الْبَأْسِ 
حَيْثُ كُنْت تَجْدُلِينَ ظَفَائِرَ إلْيَاسِ. 
كُنَّا فِي أَوَّلِ الطَّرِيقِ , 
وَ كُنْت حَبِيبِي و صَدِيقِي 
كُنْتِ خَلِيلِي ، 
وَ غُرْبَةَ غَلِيلِي .
كُنْتُ أَنَا عَلَى السَّبِيلِ الطَّوِيلِ ! 
و كُنْتَ أَنْتَ طِفْلَة تَلْهُو بِلَا تَعَبِ ، 
تُهْدِيَنِني مَرَّةً كُلّ الشَّغَبِ 
من هَدَايَاكِ التي كُلُّهَا حَبِيبَتِي لِي 
كَانَتْ مُقَدَّمَهً عَلَى أَطْبَاقَ مِنْ صَخَبِ ؛ 
و جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا حَبَّاتُ لُؤْلُؤٍ و مَرْجَانِ ! 
وَ ولْدَانٌ تَدُورُ بِكَاسَاتٍ مِنْ زُمُرُّدٍ ثُمَالَتُهَا مِن تِيْهَانِ…
 
                                                 3 
 
هَل تَتَذَكَّرِينَ كَمْ مِنْ مَرَّاتٍ طِرْتِ بِي إلَى نُجُومٍ بَعِيدَه ؟  
حَيْثُ وَجَدْتُ اللَّه عِنْد النَّهْر يَتَفَرَّدْ ! 
و ألبستيني عِنْد الْبَرْزَخ تِيجَانًا مِن غَارٍ و أَضْوَاء جَدِيدَه ! 
حَيْثُ وُجِدَتْ اللَّهَ وَ مُحَمَّدْ..  
 
حَيْثُ وجدتْ أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَوَاتِ وَ عِيسَى…
في ماء يوحنا يتعمد ! 
حَيْثُ وُجِدَتُ مُوسَى
 لِوَحْدِه عِنْد الْجَبَل يَتَعَبَّدْ !  
و صَادَفْتُ السامري ، 
و بنات شعيب ، 
و عجلا من ذهب 
 يغوي القبيلة التي تتردد ! 
و ترجلت عند فرعون…
و رأيت مائدة نيرون ! 
 و مررت ببُوذا 
يَتَنَازَلُ عَنْ مُلْكِهِ 
لوَحده ! 
كَيْمَا يَتَجَدَّدَ و يَتَمَجَّدْ ! 
 
هُنَاكَ لا شعبً مُخْتَارًا غَيْركِ …
 
                                                     4
 
*روما 
 
و هُنَاكَ فِي رُومَا و مَا تَبَقَّى مِنْ رَمَادْ …
عَلَى صَخْرَةٍ بُطْرُسَ تَغْزِلُ النَّارُ نَشِيدٌ اْلْأنْشَادْ، 
و تُلْقِي بِالْوَرْدِ القُزَحِيِّ 
عَلَى نَيْرُونَ و قَيْصَرَ ، 
و مَا تَبَقَّى مِنْ جُيُوشِ إرَامَ ذَاتِ الْعِمَادْ ؛ 
و بِلْقِيسُ تَحْمِل عَرْش سُلَيْمَانْ 
عَلَى رِيشِ الْهَيْكَلْ ، 
و تَحْكِي لِمَرْمَرِ هُدْهْدِهَا الَّذِي كَانْ 
كَيْف أَنَّ الْآلَةَ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانْ 
يُحْضِرُ قَادِرًا قَبْلَ رَمْشِ الْقَلْبِ 
نَبْضَ مِنْ تَسَلَّطَ عَلَى البَوْحِ بِالْحُبِّ ؟ 
 
و كَيْف إنَّ اللَّهَ يَسْتَظِلُّ بِكَلَام الشُّعَرَاءْ ؟ 
كَي يَحْتَفِلَ عَلَى الْأَرْضِ الْأَنْبِيَاءْ ! 
و كَيْف نحلم بِمَن رَفَعَتْ ثَوْبَ الْحَيَاءْ ؟ 
عَنْ سَاقَيْ مِشْيَتِهَا حِينَمَا تَبَدَّى لَهَا الزُّجَاج كَالْمَاءْ ! 
 
و رَأَى المُكَلَّلُ بِالتَّاجِ بِعَيْنِ الْوَلِيِّ ، 
شَعَرَ السَّاقِ نَافِرًا حَتَّى عُلَاهْ ، 
بَعْدَ أَنْ تَكَلَّمَ آصِفُ بْنُ بَرْخِيَا 
و أَرْهَق برُؤْيَاهْ مَنْ كَانَ النَّبِيَّ ، 
 
و لِمَا قَضَت مِن حَلَّتْ 
كَحَرُونِ الْخَيْلِ حَوْلًا عِنْدَ النَّبِيِّ ؛
 
رَأَى عِنْد أَخِير الْمَسَاءْ : 
فَوَاكِهَ غَيِّهِ عَلَى مِحْرَابِ الصَّبِيِّ 
فَوَلَّتْ بَعْدَهَا إلَى السَّمَاءْ . 
 
                                                             5
 
*بابل 
 
همست لِي كَمَا كْوِيلْ 
إنَّهُ خَطَرٌ إنْ تُغَامِرْ ! 
بِمَا أَنَّ الرُّوتِينَ قَاتِلْ 
فَعَاجِلْ بِالرَّحِيلِ قَامِرْ 
بَادِرْ 
 
و كَفْكِفْ عَيْنَ مُحَمَّدٍ بِمَعْبَدِ عِيسَى 
عَسَاكَ
 هُنَاكَ
 فِي رُومَا تَرْسَى ؛ 
 
و أَنَّهُ عَلَيْكَ إلَّا تَأَسَى ، 
عَلَى إلِهٍ ذاتَ لِقَاءْ اِحْتَسَى 
كَأْسَ “من يَجْمَعَهُ اللَّهُ لَا يُفَرِّقَهُ مَنْ يَنْسَى” ! 
“كأس ذكر خرج من عطش أنثى ” 
 
فَاجْتَمَعَا مَعًا كَغُزَاةِ بَابِلَ ، 
كَيْ نُحَرِّرَ دَانْيَال مِن زِنْزانَة نَبُّوخَذ نَصْرَ ، 
و نَشُقَّ بِعَصًا بِيزَنْطَةَ بَحْرٌ مِصْرَ الْأَحْمَرَ . 
 
فَلَا طَائِلَ 
مِنْ نَبْضِ قَلْبٍ دَقَّ 
دُونَ أَنْ يُحِبَّا 
و يَشْربَا ! 
 
مِنْ عَيْنٍ غَيْرَة تُغَالِي و تُعَالِي حَتَّى تَتَعَذَّبَا !  
وَ تَشُكَّ و تَخُونَ و تَرُوحَ و تَعُودَ حَتَّى تَطْرَبَا ! 
 
فَلَا خَيْرَ فِي حُبِّ مَا أَنَاخَ عَزِيزَ عِشْقٍ حَتَّى يَغْضَبَا ! 
و يَخْفِضَ مِنْ فَرْطَهِ كُرْهًا جُنَاحَ ذُلٍ وَ يَعْتَبَا…
 
و يُقْبِّلَ الْإَقْدَامَ مُعْتَذِرًا مِنْ تَحْتُ و الْأَنْفَاسُ مُقَطَّعَة و يَتَقلَّبَا ؛ 
 
وَ الْحَبِيبُ مُتَمَنِّعٌ مُمْتَنِعٌ حَتَّى تَطْلُبَا ! 
 
و يُفِيضَ عَلَيْك مَا بِهِ أُمٌ مِنْ رَحْمَتِهَا كَانَتِ الْبَابَ . 
 
فَلَا طَائِل مِنْ نَبْض قَلْب دَقّ 
دُونَ أَنْ يَشُقَّ ، 
بَحْرٌ الْعِصْيَانِ 
بِعَصًا الْهُجْرَانِ 
و يَذُوق الْبَيْنَ و يُجَرِّبَا . 
 
كُتِبَت شِتَاء 2023 الْمُوَافِق يَنايِر 18 .
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات