الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أم عمر الراضي : رسالتي إليك ياولدي

في اليوم 189 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي الظالم.

 

 

سلام على كل مظلوم في هذا البلد “السعيد”.

هناك أصوات ناشزة وحاقدة تتصاعد من كل صوب لمهاجمتك أنت يا ولدي ومهاجمة أحرار وحرات هذا البلد الذين لم يرضوا بالذل والحگرة وانتفضوا ضد الفساد والفاسدين فكان مصيرهم سنوات من السجن في محاكمات غير عادلة.

منذ مدةٍ وأنا أقول سأتوقف عن كتابة هذه الرسائل وأترك مهمتها لوالدك، لأن غايتنا كانت أن ًنُعرِّف بالحيف الذي لحقك عبر هذه التهم الملفقة والتي لا تتوفر لا الفرقة الوطنية للشرطة القضائية و لا الفرقة الوطنية للدرك الملكي ولا النيابة العامة ولا قاضي التحقيق ولا هيئة المحكمة على دليل واحد يُدينُك، و إن كان لديهم فنحن نتحداهم أن يُقدِّموه أمام الرأي العام.

قرار البرلمان الأوروبي كان فرصة كبيرة لنا لمعرفة كيف تُفكر مؤسساتنا الحكومية و إلى أي حدٍّ يُمكنها أن تسمح لنفسها بإعادة النظر في سياساتها و إملاءاتها على المؤسسات الذيلية التابعة لها.

أقول بأن أكبر خرجةٍ والتي اعتبرها الكثيرون مسيئة و مضللة لصورة البلد هي خرجة المجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي حسم في كل الردود وأكد بالفعل أن قضاءنا غير مُستقل.

وللتذكير فقط، فهذه ليست هي أول خرجة لهذه السلطة في قضية عمر الراضي على سبيل المثال، فقد سبق لها أن أدانت عمر مباشرة بعد تقرير أمنيستي سنة 2020 وقبل حتى أن تبدأ التحقيقات معه من طرف الشرطة القضائية!؟ فكيف سيتم هذا التحقيق مع إنسان أدانته السلطة القضائية مسبقاً. هذا مجرد تساؤل ؟

أقول بأنني قررت أن لا أتوقف عن الكتابة أولاً حتى لا أريح بعض المنابر التي غاضها و يُغيضها ما نكتب، وأمروني بالعودة إلى المطبخ وأن أنتظر مكالمات ابني بحسرة وأنا أبكي حتى…

أضحكني هذا كثيرا، وقلت مع نفسي هههه هم يدافعون عن المرأة التي تقدم خدمات خاصة تسمح بالزج بمن يعارضهم في السجن، أما الباقيات فيجب أن يلزمن بيوتهن ويبكين أبناءهن وهن ينتظرن مكالمة هاتفية، و إلا فإنهن سيتعرضن للتشهير والسب والقذف على مسمع و مرأى النيابة العامة و السلطة القضائية و المجلس الوطني للصحافة الذي يتكلم عن أخلاقيات المهنة، فأين هي هذه الأخلاقيات عندما تهاجم عائلات معتقلين هم تحت رحمة الدولة ورغم ذلك لم ترحموهم لا هم ولا عائلاتهم، و كأننا في دولة بلا قانون.

عندما نكتب لا نسيء لأحد ولا نتهجم على أحدٍ، نحن بكتابة هذه الرسائل نريد المساهمة في تأريخ معانات عائلات المعتقلين عبر نموذج عائلة الصحافي عمر الراضي، ونريد أن نترك إرثاً للإنسانية كما فعلت كتابات معتقلي سنوات الجمر والرصاص و معتقلي الديكتاتوريات عبر العالم والتي عبرها تم التأريخ لشريحة من البشر طالها الظلم بطريقة أو بأخرى و سجلته لتستفيد منه الأجيال من بعد ولكي يعتبر الحاكمون.

السجن هو أقسى عقوبة على وجه الأرض، أن تحرم إنساناً من حريته وتقلص مجال إبداعه وتمنعه كما يحدث حالياً في سجوننا من الكتابة والتدوين وهذه عقوبة أشد وأعنف.

فاتركونا نكتب بسلام و اتركوا أبناءنا،ليكتبوا ويُعبِّروا عن أحزانهم و ما يؤلمهم واسمحوا لهم بأن يتوصلوا برسائل أصدقائهم والمتضامنين معهم و أن يبعثوا برسائل لمن يريدون. فهذا حق ناضل من أجله معتقلوا سنوات الجمر والرصاص وأصبح مَكسَباً، فلماذا تراجعتم عنه.

 

تحياتي لك يا ولدي ولكل المعتقلين ظلماً.
—من ماماتي—-

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات