الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

عبودية كونية قاهرة تخضع لها البشرية..

 

*ترجمة عبد الكريم وشاشا*

 

 

عبودية تتفنن الإمبراطوريات الإعلامية كل يوم في ترسيمها قدرا حتميا لا مرد من لقائه، إنه:
*اقتصاد* *الاهتمام* ( *l’économie de* *l’attention* )

_وهي عبودية طوعية كما صرحت بذلك إحداهن_ :

*(أستيقظ صباحا، مباشرة أدخل إلى الفايسبوك.. ليس لأنني أريد ، فقط لأنه يجب أن أدخل: كأنني مرغمة، لا أعرف لماذا، إنني أحتاج إلى ذلك. فيسبوك أخذ حياتي)*

إنها *حضارة السمكة الحمراء*
السمكة السجينة داخل حوض زجاجي ضيق تخاله عالم فسيح عاجزة عن التركيز أكثر من 8 ثواني..

عالم تكتسح فيه العلامات والاشارات ،

*ففي كل دقيقة* :

# ترسل 480000 تغريدة تنشط منصة العصفور الأزرق التويتر.
# 2.4 مليون snaps تم ترويجها داخل سناب شات
# 973000 يسبحون داخل الفايسبوك
# 174000 داخل أنستغرام
# 38 مليون رسالة
# 18 مليون sms
# 1.1 مليون swipes على موقع المواعدة المشهور Tinder
# 4.3 مليون فيديو تتم مشاهدته على اليوتيوب
# 187 مليون بريد إلكتروني…

فهذه الأرقام المرعبة غير قارة فهي تزداد ارتفاعا وأضعافا كل شهر…

كتاب *Bruno Patino* :
*la civilisation du poisson* *rouge*

Petit traité sur le marché de l’attention
عدد الصفحات 161 صفحة
يحتوي على 11 فصلا
الفصل الأخير تحت عنوان دال
*Combattre et guérir*

——-
*فيما يلي ترجمة لحوار مع هذا المؤلف* أجرته نوفيل أوبسرفاتور: عدد أبريل 2019
تحت عنوان:
*الأنترنيت: الخطر الداهم*

*حول مدمني الهواتف الذكية يرسم لنا ” برينو باتينو” صورة مرعبة لمستخدمي الانترنيت، لكنه يرصد من وراء ذلك، رأسمالية تستحوذ على اهتمام المستهلك باقتصاد يحكم قبضته عليه .*

*سؤال* _قبل أربعة عشر سنة كتبت أن انتقالنا نحو الانترنيت سيجدد علاقتنا بالمعلوميات وبالديمقراطية ، لكنك الآن تصدر كتابا كله خيبة وتشاؤم ..
ماذا حدث ؟؟؟_

# إن الجيل الذي أنتمي إليه – والذي يعرف جهاز تضمين (modem) 14K وصبيب الانترنيت – العديد منه، كان يرى بأننا لسنا فقط بصدد بناء وسائط جديدة، بل كان يعتقد أساسا أن وراء هذه الطفرة مشروع مجتمع.. كنا نظن أننا نساهم في تشييد أشكال من الديمقراطية والثقافة ما بعد – حداثية وكنت أومن بمجتمع رقمي وباقتصاد تشاركي واستقلالية الفضاء السبرنيكي وتحرير خوادم الشبكة العنكبوتية وحياديتها، فبدلا من خيبة الأمل والتشاؤم، أنا غاضب ومستاء لأنه ليس هناك حتمية تكنولوجية لتصبح الانترنيت ما عليه الآن. .. فالخطأ ليس خطؤها بل للرأسمالية الرقمية التي قامت بالتخطيط وهيكلة اقتصاد اهتمام المستهلك ليحكم قبضته عليه ويوجهه.. ويستحوذ على أكبر حصة من وقته ليحولها أرباحا بفضل الدعاية والإشهار ….

_*سؤال* لكن هذا الاقتصاد الذي تتكلم عنه لم يولد مع الانترنيت … بل مع وسائط قبلها_ ..

# بالفعل “اقتصاد الاهتمام” خرج إلى الوجود مع وسائل الإعلام السمعية البصرية، لكنها كانت محدودة في الزمان لأننا لا يمكن أن نحمل معنا جهاز التلفزة أينما كنا، وتأثيرها هو أيضا كان محدودا، لأنها كانت قريبة وتخاطب أعدادا كبيرة، وأخيرا أصبحت محدودة أكثر بعض مراقبتها وتنظيمها تحت ضغط جمعيات حماية المستهلكين… مع الرقمية أو الانتقال من الشرط الإنساني إلى الشرط الرقمي انفجرت الحدود كلها، فوقتنا تم الاستحواذ عليه كليا لأن هواتفنا الذكية أصبحت لا تفارقنا ليل نهار، فكل إشعار يصدر منها أينما كنا يسترعي انتباهنا، فاستعمال الهاتف تداخل مع باقي انشغالاتنا والتزاماتنا فالرقمية غمرت كل أوقاتنا وحياتنا الإنسانية. بالإضافة إلى أن استعمال المعطيات الشخصية أضفت على هذا الاقتصاد فاعلية ونجاعة أكثر، وأصبح الفرد ببياناته وخصوصياته هدفا دعائيا سهلا بدون رقابة ولا ولا حماية وتنظيم..
…. يجب عينا أن نخوض الصراع كما خضناه من قبل للحد من شطط وتجاوزات الرأسمالية الصناعية في بداية تطورها..
… يجب العمل على التعبئة لمناهضة هذه الرأسمالية المهيمنة التي هتكت الحميمية والخصوصية من أجل الربح، فكم من المرات في اليوم التي نقطع أو نكف عن متابعة أحاديث مهمة من أجل أن نلقي نظرة على شاشة هواتفنا، كم من مرة نتوقف فجأة عن القراءة (هذا إذا كنا أصلا نقرأ ) بسبب إشعار هاتفي.. لقد أصبحنا في قبضة يد غير رحيمة بالمرة…

فجزء من ممارستنا اليومية أصبحت ميكانيكية.. وافتراضية وعشوائية وبعيدة عن الواقع… وأصبحت معطياتنا الشخصية تتلاعب بها وتستخدمها التكنولوجيا بدون علمنا .. (…)

*سؤال* *هل حقا يجب حل الفايسبوك أو التويتر أو الانستغرام.. هل المشكل يكمن في هذه الوسائط ..*

# لا بل هو النظام الاقتصادي الذي أنتجهم، هو الذي يجب مناهضته والصراع ضده.

يجب خوض الصراع وفي نفس الوقت أن نتعافى، أن نعمل على التخفيف من الإدمان والحد منه، هذا على المستوى الشخصي، والعائلي والاجتماعي. أن نصارع هو سياسة.. فالتاريخ علمنا أن هناك ثقافات سياسية مختلفة يجب الاستفادة منها….

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات