الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

الدروس المستخلصة من إنجازات كرة القدم المغربية

 

محمد بونوار

كاتب مغربي مقيم بألمانيا

 

 

تتبعنا عبر قنوات التلفزة العالمية جميع مباريات الفريق الوطني المقامة في دولة قطر، وكان المغرب قد احتل الصف الاول في مجموعته ، بعدما تجاوز دول أوروبية لها تاريخ وسجل حافل في كرة القدم العالمية ، وبهذا يكون المغرب هو أول دولة عربية واسلامية وافريقية يصل الى النصف النهائي .

 

ومن هنا يأتي السؤال البديهي: ماهي الدروس المستخلصة من هذه الانجازات.؟

 

  • أولا وقبل كل شيء هذا الانجاز جاء من التكوين وهو ما يعني الاهتمام بتنمية مقدرات الانسان. والمتتبع لطاقم المنتخب يفهم بسرعة أن كل اللاعبين الذين يمارسون هذه الرياضة يخضعون الى تكوين كامل وشامل في أندية أوروبية، والبقية الباقية من اللاعبين تلقوا تربية رياضية في الأكاديمية المغربية لكرة القدم  ، ومن هنا يظهر لنا أن التكوين المستمر يعطي نتائج اٍيجابية ، وعليه فليس بعزيز ان تصل رياضات أخرى كالسباحة وكرة اليد وكرة السلة واللائحة طويلة ، شرط أن تتوفر أكاديميات رياضية في تخصصات مختلفة

 

  •  النقطة الثانية بخصوص هذا الانجاز الكبير، هو دور مغاربة العالم في التنمية الوطنية المغربية، وعلاة على التحويلات التي تصل الى 10 مليار دولار سنويا ، هناك ما يسمى بالانتماء لوطن الاباء والامهات ، وهذه النقطة بالذات خلقت عدة مداخلات وعدة تساؤلات في مقدمتها  : ما هو السر الذي يدفع بالشباب الذين ازدادوا بأوروبا في  اختيار الفريق الوطني المغربي ، عوض منتخب البلد الذي تلقوا فيه تكوينا مدرسيا أكاديميا جعلهم يتألقون في نواد أوروبية مشهورة . ؟

 

بصمة الوالدين تبقى هي الوازع الأول والأخير في شحن شخصية واختيارات كل شاب سطع نجمه في كرة القدم الأوروبية ، وما يزكي هذا المعطى هو بروز أمهات اللاعبين المغاربة  مع أبنائهم في صور جميلة ومؤثرة في ملاعب قطر .

 

  • النقطة الثالثة في هذا الموضوع هو أن الفريق الوطني المغربي رفع سقف التطلعات الافريقية والعربية، وعليه يتوجب الاستعداد في المسابقات العالمية القادمة، مع التذكير أن ذاك ليس بعيد المنال ، والجميل في هذا الامر ، أن هذه المعادلة يمكن تطبيقها في جميع المجالات ، التكوين في الفلاحة والتكوين في الصيد البحري ، والتجارة والصناعة التقليدية والخياطة وصناعة الادوية وصناعة الاغذية ، واللائحة طويلة .

 

  •  النقطة الرابعة، وهي نقطة سياسية محضة حيث تظهر بجلاء انحياز أوروبا سياسيا الى ما تراه يخدم مصلحتها، فراية فلسطين في المحافل الدولية تعتبر راية محذورة لأنها لازالت تقاوم اسرائيل كي تحصل على حقها في تكوين دولة مستقلة ، والعكس صحيح حينما يكون الامر يهم دولة من الحلف الاطلسي ، أوكرانيا كنموذج .

 

اذن بعد هذه المقدمة الطويلة وصلنا الان الى بيت القصيد، ألا وهو تطبيق التنمية البشرية بمفهومها العميق والذي يرتكز على نقط عديدة ، أولها معوقات التنمية البشرية والتي يمكن تلخيصها في الفساد و الجهل والتعصب الفكري وقلة التجربة والهشاشة والفقر، وغياب عنصر الابداع وعدم الاحساس بالقيمة وسط المجتمع والخوف من المستقبل . ومن هنا نفهم أن التعليم – الوعي – نور ينير الطريق ومنصة يهتدى بها كل ما زاغ الانسان عن الطريق.

 

على أرض الواقع كم من جماعة قروية في المغرب الحبيب لا يعرف رئيسها القراءة والكتابة، وليس لديه أي تصور على خلق برامج تنموية في الجهة التي يسيرها ، وكذلك الموظفون بالجماعات القروية فهم لا تتوفر فيهم الكفاءة المهنية لمواكبة الوظيفة ، ويزداد الأمر تعقيدا مع غياب دورات تكوينية لتدارك الأعطاب .

 

على أرض الواقع أيضا، أصبح مشكل النفايات  والماء الصالح للشرب والبيئة تأرق المواطنين في جميع المدن المغربية في السنوات الأخيرة ، وهذا يأثر سلبا على الساكنة أولا ، وعلى صورة المغرب في حالة تدفق السياح . والحل يبقى بين أيدينا ولا يحتاج الى معجزة كبيرة، حيث أن خلق أكاديمية البيئة والنفايات والماء الصالح للشرب  كاف أن يمنح المغرب امكانية خلق شركات محلية وطنية ، أو خصوصية لتجاوز هذا المشكل .

 

تساهم الأحزاب المغربية في نشر الفساد في المجتمع المغربي وذلك من خلال منح التزكية اما للأقارب ، أو لنخب ثبت في حقهم وبشهادة قضاة المجلس الاعلى للحسابات اختلاس المال العام أثناء توليهم  مهام مختلفة ، والغريب في الأمر أن ذلك يتم أمام الملء وفي علم وزارة الداخلية المسؤول الاول عن محاربة الفساد وضرب المفسدين حتى يكونوا عبرة للأجيال القادمة .

 

ليس بالضرورة أن تكون أكاديمية الرياضة في كل مدينة وقرية، لكن أضعف الايمان توفير ملاعب القرب لملئ الفراغ الذي يعاني منه شباب المدن والقرى النائية ، وهذا لا يتأتى الا بالتنمية البشرية الحقيقية والتي قوامها – النية – الحسنة كما جاء على لسان الناخب الوطني وليد الركراكي .

 

سر نجاح الفريق الوطني لا يختصر على التكوين الاكاديمي، لان هناك دول عديدة تملك أكاديميات كرة القدم أكثر من المغرب ، لكن النجاح يعود الى الناخب الوطني والذي أظهر للعالم أن الطموحات يمكن أن تتحقق ولو بإمكانيات متواضعة شريطة أن تكون – النية –

 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات