الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

نحن أصحاب حق في هذا الحلم منذ 1986 ..

بقلم سامر أبو القاسم

 

 

 

على “ملعب المدينة التعليمية” أَلاَّ يسألنا من نحن. وعلى الجماهير الكروية أَلاَّ تسألنا ماذا نريد. فنحن أيضا لا نعرف سوى أننا ذوو حق مسجل ومحفظ منذ 36 سنة!

 

الفوز فرحة وليس غلبة، وهناك أمور تقلقنا أكثر من الخسارة. فقد كبرنا وأدركنا أن وراء الأفراح قصص مؤلمة، ووراء قوة منتخبات أعطاب وتعثرات، وتأكدنا أن المشاكل لا تُحَلّ باستعراضات للابتهاج والاستمتاع أو بإقامة قداسات للنحيب والبكاء، أو إتاحة فرص لتعكير صفو العلاقات والتفاعلات، بل بالإمساك بأيدي بعضنا لعبور منعطفات حياة.

 

وكل ما نشعر به كمغاربة، في هذه اللحظة التي تفصلنا عن موعد اللقاء، هو أن المنظر سيكون مهيبا، وغروب شمس المباراة عند المساء نريده انعكاسا لأشعتها على فوزٍ أحمرَ شبيهٍ بالخيالِ المُغلَّف بخطوط نجمةٍ خماسيةٍ خضراءَ ساحرة.

 

هذا كل ما في الأمر. علاقة المغرب بإسبانيا لا يمكنها أن تتعكر بمزاج رياضي متعلق بمباراة في كرة القدم، ولو أنها في إطار التنافس على كأس العالم. فالمزاج يبقى قائما على منطق الربح والخسارة بروح رياضية، وجب التذكير بأن لا معاداة فيها، والعلاقة في غالب الأحيان هي تداخل بين بلدين جَارَيْن في التاريخ والجغرافيا ذات آفاق واعدة، مبنيةٍ على حسن الجوار والصداقة والتعاون، ومطبوعةٍ بالود والاحترام والنِّدِّيَة بينهما.

 

السياق أسمى من أن يتأثر بانفعالات أو تعبيرات طائشة عن الفرح أو الحزن الزائدين عن اللزوم، جراء الوقوف على النتيجة النهائية للمباراة.

 

إذ لسنا من متسولي الارتماء في حضن دافئ بفرح عابر، ولا من متعطشي لحظة فرح زائل، بل نحن مريدو الإحساس بِعَبَرَاتٍ تخرج من أعيننا دون استئذان ونحن نشاهد ملاحم “أسود الأطلس” وإنجازهم الكروي والتاريخي، المستحضر للرغبة في إدخال الفرحة لقلوب الملايين، وللزيادة في منسوب الإحساس بالانتماء للوطن.

 

نريد فوزا بطعم كرة منفوخة تتدحرج على عشب أخضر، لتعبر عن قيم لم تنجح في ترسيخها مجالات أخرى وعلى رأسها المدرسة، ولتعبئ لفعل مجتمعي قائم على الإنسانية في زمن الفوضى المعولمة.

 

أردنا لفوزنا وفرحتنا أن يؤنسانا في هذه اللحظات الباردة والفضاءات الموحشة، ويساعدانا في تحصين أنفسنا بما لذ وطاب من آمال وأحلام، ولنتفاوض على هدنة غير قابلة للخرق أو الانهيار.

 

تَطَلُّعُنا للفرح ليس مجرد تعبير عن رغبة في الفرجة الكروية التي تتحف أجيالا وأجيال، بقدر ما هي مُعانَقةٌ لأمل الفوز والارتباط والمقاومة على أساس أننا أصحاب حق في هذا الحلم منذ 1986

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

One Response

  1. أحسنت قولا استاذ ،الكرة هي لعبة للفرجة ومن خلالها نحاول أن نشبت بالامل…وفرحتنا لعلو رايتنا خفاقا تنسينا بعض الاحزان..ولو للحظة….
    فالنصر لفريقنا الوطني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات