الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

ألسنا نحن من نغذي الأيديولوجيا العنصرية

و ثقافة الازدراء العنصري؟

 

حسين فاتش

 

 

من اللامعقول أن تتركك مشاهد الاعمال التخريبية التى صاحبت احتفال مغاربة بلجيكا بانتصار فريقنا الوطنى على الشياطين الحمرعلى الحياد او  لتشارك كطرف في مؤامرة الصمت ، خاصة وانها تعكس  وجها  مخيفا ومرعبا من العنف الذى يستهدف  تخريب الممتلكات العامة والخاصة  وترويع مناطق و احياء بالعاصمة البلجيكية بروكسيل وافتعال المواجهات مع قوات الامن ، فهي افعال خطيرة جدا، بالنظر الى تزامنها مع فترة زمنية تنشد فيها انظار العالم الى شاشات التلفاز حيث حظيت “انجازات المحتفلين منا ”  بمتابعة  اعلامية حثيثة من لدن الرأي العام العالمي والاروبي وكان   لوقعها كبير الاثر على نفسية المشاهد البلجيكي بوجه خاص  وهي  تتردد وتتكرر في نشرات الاخبار المتلفزة ،تستفز مشاعره القومية  في عقر داره اكثر مما تثير سخرية  و تنمر التيارات اليمينية المروجة لثقافة الازدراء العنصري .

 

بطبيعة الحال، لايمكن المرورعلى  هذه الفضيحة مرور الكرام او محاولة تبريرها بتجاهلها والتقليل من اسقاطاتها سلبا على صورتنا وسمعتنا جميعنا  كمهاجرين وكمغاربة ، فهي تستدعي منا ادانتها  باقسى العبارات ، لكونها سبة في حقنا  وتهمة  ظالمة  تعبر عن  تجذر السلوكيات  الاانحرافية التى تضرب بقيم التعايش عرض الحائط في طباعنا ، فالعنف ماديا كان ام رمزيا  لا يمكنه تحت أي مسوغ ان يشكل سلوكا مقبولا، زد على ذلك أنه يعكس حدوث  انهيارات  كبرى في الثقافة القيمية لدى شريحة واسعة من المهاجرين المغاربة المقيمين ببلجيكا ،كما تسائل الاحداث المؤسفة  رسالة  وزارة الاوقاف ودور  المساجد وائمتها ووعاظها وجمعيات المجتمع المدنى بنخبه المختلفة  عن فشل الجميع  في  تأطير المهاجرين وحثهم على الاندماج واحترام ضوابط المجتمع المضيف  والابتعاد عن كل اشكال العنف والتطرف، ولذلك يكون أضعف الإيمان تجاه هكذا سقوط، هو ان نمتلك  الشجاعة الأدبية، ونتحلى بالصراحة ، لنعري عن الجذور العميقة لهذا الوجه البشع من الاختلالات القيمية . فتلك هي الخطوة الأولى الواجبة لأجل دحضه والقضاء على جذوره من الاساس.

 

صحيح ان عموم مغاربة اروبا يعانون من ازمة التأطير في ظل غياب دور نخب المثقفين والساسة الذين حتى وان وجدوا تقاعسوا عن الخوض في الحياة العامة وانسحبوا إلى الظل، أمام قدوم كاسح لساسة ومثقفين جدد!! احتلوا الواجهة، بقوة البهرجة، متدافعين لتقاسم كعكة الريع والاكراميات! الشيء الذي كان له كبير الاثر في هزالة وضحالة الثقافة السياسية السائدة، مما ترتب عنه نشوء   كارثة التصحر المعرفي والفكري السياسي بالخارج، وشدة وقعها في الإنتاج النظري والتوعية والتنوير والفعل المادي على مستوى العلاقات الاجتماعية والثقافية. وبسبب هذا الالتباس بقيت اجيال ابناء المهاجرين فاقدة البوصلة متروكة لحالها تواجه مصيرها المحتوم بلا معين وبلا مرشد.

 

كم كان قاسيا أحد المتنمرين على مرتكبي افعال التخريب عندما قال ساخرا:

 

“البلجيكيون لم ينتظروا من المغاربة ان يوزعوا عليهم زهور الاوركيدي في شوارع بروكسيل تعبيرا عن فرحتهم بهزم شياطيننا الحمر!!!!”

انتهي الاقتباس.

 

فاعتبروا يا أولي الالباب!

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات