في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
عن هيئة تنسيق اللقاء اليساري العربي ۲۸تشرين الثاني/نوفمبر ۲۰۲۲
يوم التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، هو يوم التضامن مع قضيتنا العربية المركزية، مع حقنا في تحرير أرض فلسطين الكاملة، وحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس.
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، هو يوم الوفاء لشهداء القضية، ويوم النضال لحرية الاسرى، ويوم إحياء أعراس المقاومين الأبطال الذين يترجمون بإرادتهم الصلبة، وبدمائهم، أن القضية الفلسطينية حية، لا يمكن طمسها، أو تصفيتها، أو دفنها. وأن المساومة نهج المستسلمين والانهزاميين. وان إنتزاع الحق المشروع لن يمر إلا عن طريق وحيد هو طريق النضال والمقاومة الوطنيتين.
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هو يوم رمزي، لكنه مفصلي في تاريح الصراع الفلسطيني – الصهيوني، وأهميته تكمن في إنعاش الذاكرة بالصمود الاسطوري لشعب يقاوم المحتل الصهيوني منذ ٥۷ عاماً، ويواجه بدمائه وأرزاقه وأجياله وبلحمه الحي كافة الممارسات العنصرية للكيان الصهيوني الغاصب، وعدوانيته، وفنونه الفاشيه في إرتكاب المجازر الجماعية من دير ياسين وكفر قاسم إلى حولا وصبرا وشاتيلا وغزة والضفة والقدس، وفي كل مدن وقوى فلسطين المحتلة. ويواجه بصدوره العارية جميع صنوف القتل والضرب والاعتقال والاقتلاع والابعاد والتهجير والهدم وجدار الفصل العنصري لتعزيز توسعه الاستيطاني وتهويد فلسطين وعاصمتها القدس.
وعلى أهمية إعلان يوم ۲۹ نوفمبر الصادر عن الامم المتحدة، كيوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لكنه، كسواه، من القرارات الدولية منذ بدء النكبة، يبقى حبرا على ورق. فالعدو الصهيوني لا يقيم وزنا ولا قيمة لمثل هذه القرارات الدولية المحقة، طالما غير ملزمة وبعيدة عن إدانته المباشرة، أو بعيدة عن محاسبته ومحاكمته أمام المحافل الدولية، ليس لضربه عرض الحائط كل القرارات الدولية المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني فحسب، إنما، لارتكابه على مدى عقود احتلاله لغاية هذه اللحظة أفظع المجازر الوحشية بحق الانسانية. بسبب علاقة هذا الكيان الصهيوني العضوية بالامبريالية الاميركية، ومشاريعها الاستعمارية التي تشكل المظلة الدولية في حماية ورعاية ودعم هذا الكيان الغاصب، والمساعدة على توسعه الاستيطاني وارتكاب مجازره. لما يشكله هذا العدو من أهمية جيوسياسية – عسكرية للإمبريالية الاميركية في المنطقة العربية، كقاعدة قوية ومتقدمة لاحكام السيطرة والهيمنة على مقدرات ثروات المنطقة بعد تفتيتها وتقسيمها منذ وعد بلفور، ثم سايكس – بيكو إلى مشروع “الشرق الاوسط الجديد” و”صفقة القرن”. وبسبب تسابق أنظمة الاستبداد والتبعية والافقار والتجهيل والنهب والفساد العربية على التطبيع مع العدو الصهيوني، وبسبب الانقسام الداخلي الفلسطيني الذي يزداد حدة، ولم يعرف طريقه بعد، إلى التلاقي والاتفاق على قواعد وثوابت وطنية من شأنها تعزيز التلاحم الوطني والوحدة الفعلية السياسية والبرنامجية والنهوض بالقضية من أجل إنتزاع الحقوق المشروعة كاملة.
إن الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يجب، وبالضرورة، أن يكون بمستوى القضية، وأن يتماثل مع صور الشباب الفلسطيني المقاوم اليوم، الذين يصنعون الاجوبة الطبيعية المشروعة في المواجهة والصمود والتحدي، وفي مقاومة المحتل الصهيوني أينما وجد في فلسطين. هذا الجواب هو أهم بكثير من مئات المؤتمرات والخطابات
والبيانات التضامنية التي تنتهي بأرضها. هذا الجواب هو – المقاومة – الخيار الثوري لاستعادة كامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وما يستحقه هذا الشعب لا يمكن إلا أن يمر عبر الوحدة الوطنية الفلسطينية وإستعادة الدور الفاعل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورسم خارطة طريق للقوى اليسارية العربية لتعزيز مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي، والتقدم نحو بناء حركة تحرر وطني عربية ثورية. وفي مقدمة مهامها تشكيل جبهة مقاومة وطنية عربية، لتحويل أيام السنة إلى يوم ۲۹ نوفمبر، على طريق التحرير الشامل والتغيير الجذري الديمقراطي.
المجد للشهداء، والتحية للاسرى، عاش نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير وحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس.