“كرةالثلج” بقلم الكاتبة كريمة رحالي
ألعب بكرة ثلج أذيب بها الماضي فيصير حاضري سائلا يجري نحو المستقبل….
انا اليوم تلك النخلة المتجذرة في التربة والضاربة في السماء تحيا في كل الأزمان والناس من ثمارها تنهل…
أقف أمام أزهاري أعزف لها لحني ..تتمايل نحوي….أتوقف… أنتظر غنجها وهي عن المزيد من نغمي تسأل….
أداعب أمواجي…يتسع فاهها ضحكا ، لا تتأخر في اللعب معي…. مسرعة في مدها ، أرمي لها كرتي يمينا تردها لي من الشمال…
ألتمس من قمري أن يقرضني نورا أقيم فيه صلاتي أتجهد في صمت على ظهر الجبل..
قاطرتي بسيطة أعطابها قليلة تزعجني مرآتها ، تغمز لي متحدية وتقول لي :يا أنت …!!
الرحلة طويلة….
أجن منها …أكاد ان أصفعها …أغمزها وأهمس لها:يا…!!! أنت..!!!!أنا ..أنا الأمل …
استقبلتنني محطتي، مظهرها المهيب أفزعني ،فتحت مشاعري ستائرها طلت منها مخاوفي،
تظهر وتختفي ، أخذتها من عنقها وأمرتها دعني وشأني والآن افتحي لي باب العمل…
دخلت مدينتي الجديدة لم أرد فنادقها ولاشققها الفاخرة بحثت عن كوخ معاصر ذي درج خشبي لكن من صنع كهربائي به نفحات الماضي مزدان بأرابيسك المستقبل…
تفقدت دروبها راقني سكون بعضها ،تكاد أن تكون خالية ، حركات ساكنتها بطيئة …إنها تخلد للنوم أو تتواجد بالمشغل….
مررت من شوارعها الطويلة والعريضة منها ما اكتظت و منها ما تمردت لتنعزل….
سرني المرور من مشاتلها الأنيقة وحدائقها الأنيقة في مقابلها اصطفت إشارات المرور أحسستها ترقبني و أنا أعبر طريقي حييتها وهي تعطيني إشارة العبور على مهل…
لم أستطع الفصل هل أنا من ذوبت كرة الثلج أم كرة الثلج هي التي ذوبتني… المهم انني بزمن ومكان أفضل….
