الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

القائد اللغز !

السنوار حكاية مجد ..

 

 

 

* يوسف بوستة

 

 

 

كانت تلك الصورة التي سربتها قواة الاحتلال للبطل يحيى السنوار وهو يضرب بعصى ذلك الوحش “الدرون” الذي يفتك باجساد الاطفال بغزة، وهو جريح باصابات بليغة في كل اطراف جسده، قبل ان يستنجد الجنود المدعورين بالمدفعية لحسم المعركة، لتعلن ميلاد حكاية المجد والشجاعة لقائد درس وحلل، وفكر وخطط ثم نفذ، صفات قلما اجتمعت في شخص واحد، ولم يشهد لها التاريخ مثيل الا عند القادة العظام، ورغم ما قد يقال من احكام جاهزة وانفعالات هنا وهناك، فإن التاريخ وحده كفيل بأن يكنس كل الأقزام إلى مزبلة التاريخ.

 

لقد قضى القائد يحيى السنوار أكثر من عقدين في سجون الاحتلال وكان همه الى جانب رفاقه في الزنازين  القائد مروان البرغوتي والقائد احمد سعدات وآخرين هو توحيد النضال الوطني الفلسطيني وجعل خيار المقاومة هو السبيل للتحرير، واسقاط اتفاق اسلو المكبل للنضال الوطني الفلسطيني، وكانت تربط بينهم علاقات نضالية قوية برؤية مشتركة للمستقبل، وهذا ما يفسر تشبث المقاومة بادراج اسم مروان واحمد على قائمة الأسرى في عملية التبادل.

 

لقد كان يحيى ابو ابراهيم هو في رتابة الزنازين يكرس جهده للقراءة والبحث لمعرفة العدو واساليبه وضبط ادوات اشتغاله، ولفهم طبيعة المجتمع الصهيوني وتشكيلته السياسية والطبقية، والالمام بجميع أجهزته الامنية والعسكرية، فقد قام بترجمة كتاب “الشباك بين الاشلاء”، مكنه معرفة طبيعة الكيان معرفة علمية دقيقة، كما قام بترجمة كتاب آخر حول “الأحزاب الإسرائيلية”، لمعرفة الأحزاب الإسرائيلية وبرامجها السياسية وتوجهاتها، والف كتاب “المجد” يتناول فيه جهاز الشاباك وكيفية اشتغاله في جمع المعلومات وخلق شبكة واسعة من العملاء، والكتاب التاني خصصه لتجربة حركة حماس النضالية، بعنوان: “حماس : التجربة والخطأ”، ولم  تقتصر الكتابة عن القائد السياسي والعسكري لحركة المقاومة، على جوانب الفكر السياسي والتخطيط العسكري، بل اخترق عالم الأبداع الادبي بعمل روائي: يحمل اسم “الشوك والقرنفل” تلامس هذه الرواية سيرورة النضال الوطني الفلسطيني منذ هزيمة 67 إلى مرحلة انتفاضة الاقصى، إنه قائد وطني وحدوي تحرري بكل المقاييس، ومثقف ومفكر ومبدع.

 

كانت المدة التي قضاها في سجون الاحتلال كافية لوضع تصور شامل لمعركة طوفان الاقصى، كقائد متطوع والتخطيط والتوجية ثم التنفيد، فإذا كانت 7 أكتوبر ستدرس في الاكاديميات العسكرية، فإن شخصية يحيى السنوار تستحق أن تدرس في معاهد العلوم الاجتماعية وفي العلوم السياسية وصناعة القيادة، لأنه قائد غير مجرى التاريخ  !

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!