الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

بمناسبة نهاية سنة وبداية سنة اخرى!

بقلم : عبدالنبي التليدي – ح
ماذا عساي أن أقول بمناسبة نهاية سنة 2023 التي عرفت :
_ ظاهرة استثنائية في تاريخ البشرية لم تشهدها من قبل بالنظر إلى الوسائل التكنولوجية والاساليب الحربية التي تطورت بشكل خطير استخدمت في قتل آلاف من البشر داخل مربع صغير جدا من الأرض المحتلة هي غزة جزء من أرض فلسطين المغتصبة وفي تدمير ما يزيد عن ثمانين في المائة من مبانيها تدميرا تاما وبشكل جنوني على يد عدو مجنون محتل ومدعم من القوى الامبريالية والاستعمارية ، جل الضحايا من الاطفال والنساء وخلفت عشرات الالاف من الجرحى والمعطوبين بالإضافة إلى الالف من المعتقلين في السجون ، وبالنظر ثانيا ومع الاسف الشديد إلى وقوع ذلك على مراى من العالم اجمع دون ان يحرك المسؤولون فيه ساكنا وكأنهم يتفرجون على ما يقع وبتلذذ مثير للاشمئزاز لكنه آثار حزن الاحرار فيه الذين لم يستطيعوا وضع حد للماساة لأنهم صاروا مكبلي الارادة وعاجزين عن أي رد فعل لوقف المجزرة خاصة بعد سياسة التطبيع التي سلكتها بعض الدول مع “دولة” الاجرام في فلسطين !.
لذلك لا يسعني بمناسبة نهاية هذه السنة التي كانت مؤلمة جدا إلى حد الكآبة الحقيقية الا التعبير عن حزني الشديد على الضحايا والدعاء للشهداء بالجنة وللمرضى والجرحى بالشفاء وللمعتقلين بالحرية ولشعب فلسطين باستعادة أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة فيها عاصمتها القدس الشريف راجيا من الله ان يجعل من السنة القادمة 2024 سنة سلام وعتق و فرج وفرح لجميع الشعوب المغلوبة على أمرها ومنها الشعب الفلسطيني الأبي.
_ وظاهرة استثنائية في مغرب الاستثناءات وهي توقف الدراسة في المدارس العمومية المغربية لمدة تكاد ان تتجاوز ثلاثة أشهر بالتمام والكمال ما حرم حوالي ثمانية ملايين تلميذ وتلميذة من التعليم وكان الزمن قد توقف في البلاد رغم احتجاجات رجال ونساء التعليم التي لم تكن لتتوقف الا لتبدا هنا وهناك ورغم أسى واحتجاج إباء وأولياء التلاميذ على الظاهرة الاستثنائية هذه التي اعتبروها خطيرة على مستقبل جيل كامل وعلى مستقبل الوطن ..
لان رجال ونساء التعليم رفضوا نظاما اساسيا تم وضعه خارج إطار متوافق عليه معهم وتم تمريره في الظلام لأنهم اعتبروه نظاما ظالما لهم ومجحفا في حقهم بل ومهينا لكرامتهم وماسا بقيمة وبدور المدرسة العمومية إلى حد لم يعد ممكنا القبول به .
ولأن الحكومة عوض ان تولي الأمر ما يستحقه من جد وعمل نزيه من اجل تفادي المزيد من الهدر المدرسي التجأت إلى المناورة والى التهديد والوعيد والى التواطئ المكشوف مع النقابات ” الأكثر تمثيلية ” حسب زعمها دون ما نظر إلى الواقع الذي فرض نفسه تجسد في تنسيقيات رجال ونساء التعليم التي استطاعت ان تجعل المدارس والثانويات فارغة من التلاميذ بنسبة تجاوزت %90 وان تحشد عشرات الالاف من المتظاهرين والمتظاهرات في شوارع المدن ؛ ما اضطر تلك الحكومة يوم 10 دجنبر 2023 الحكومة إلى تجميد ذلك النظام الأساسي عوض سحبه مثلما طالب بذلك المعنيون بالأمر والى اعلان قرارها بزيادة مبلغ 1500 درهما في أجور هؤلاء تؤدى على مرحلتين سنتي 2023 و 2024 عوض زيادة مبلغ 3000 درهم باعتباره الحد الأدنى الممكن لمواجهة تكاليف العيش التي أصبحت جد مكلفة بسبب ارتفاع الأسعار المهول …
وهكذا بقيت دار لقمان تراوح مكانها لتنتهي سنة 2023 وهي تشهد على ظاهرة استثنائية وغريبة عرفها المغرب بالنظر إلى المدة الطويلة التي توقفت فيها الدراسة في المدارس العمومية لم يعرفها العالم الا في غزة بسبب الحرب وفي المغرب بسبب سياسة حكومة رجال المال والاعمال التي تنفذ تعليمات صندوق النقد الدولي !
  ع. التليدي
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!