قصيدة
” قمّةُ العار…”
للشاعرة بيسان مرعي – فلسطين
اجتمعوا من كلّ حدبٍ
وصوبٍ، ومن كلّ
الأقْطار
شجبوا، ندّدوا، وأعلنوا
الاستنكار
هدّدوا، توعّدوا، غضبوا
لكنّ غضبهم ظلّ
سجيناً بين قضبانِ
الأفكار
تكلموا بخجلٍ واستحياء
عن الدّمار
عن القتلِ، عن الحرقِ
عن إبادةٍ جماعيةٍ، عن
شعبٍ يتفحّم بين أنياب
النّار
تكلّموا ويا ليت ألسنتهم
شُلّت أو قُطِعَت بسيفٍ
بتّار
وبعد الكثيرِ من الكلام
ونحن في قلقٍ
وانتظار
وآذاننا تتلطخ بسماعِ
كلّ سفيهٍ، وضيعٍ
وثرثار
وألسنتنا تلهج بالذكر
والاستغفار
قال قائل منهم: لقد
حان وقت الغداء
فالبطون الخاوية باتت
في انهيار
والعقل من الجوعِ أُصِيبَ
بأضرار
فهيّا نأكل ممّا لذّ وطاب
ونسطّرُ بعدها للتاريخِ
القرار
وجلس العالمُ ينتظرُ
وكادت أن تشْخصَ
الأَبْصار
امتلأت البطون، والعقول
خاوية فارغة، تسمع
لها صوت
خوار
أطلّوا علينا في ذلٍّ ووهْنٍ
وانكسار
وقالوا: قررنا ما هو
آت، أيّها الشرفاء
الأحرار
ونبتدئ باسم الله الواحد
القهّار
نرجو ونتوسلُ المحتلَّ
الغدّار
أن يتفضّلَ على أهلِنا
بفك الحصار
ونناشد لإدخال المساعدات
فغزّة بلا طعام
بلا شراب
بلا وقود أو دواء
تحيط بهم من كلّ جانب
الأخطار
وألمّت بهم المصائب
والأكدار
في غزّة يا أشباه الرجال
تُذْبَح الأزهار
وتسيل الدماء كطوفانٍ
بعد إعصار
والأشلاء باتت تتطاير
كما تسقط أوراق
الأشجار
تبّاً لكم ولتخاذلكم، تراوغون
كما يراوغ الثعلب
المكّار
وتمثّلون على مسرح القمّة
كل الأدوار
وانتهت بقراراتٍ خجولةٍ
قمّةُ الخزي
والعار
ووقفوا جميعا دقيقة
صمتٍ، أو حدادٍ بهيبةٍ
ووقَار
والتقطوا صورةً جماعية
لتكون لهم
تِذْكار.