الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

بعد الهجوم على مستشفى مجمع الشفاء ..

 

 

 

عبد المولى المروري – كندا

 

 

– قد أفهم ما يقترفه الصهاينة من جرائم قتل وإبادة، فهذا تعريفهم التاريخي، فقد قتلوا أنبياءهم وقد جاؤوا لهدايتهم، فكيف لا يقتلون من هم دون الأنبياء؟ فهم أهل الفساد والقتل والفتك والدمار ، أنذل البشر وأحقر الناس.. لذلك فلا عجب !

– وقد أفهم نفاق وتواطؤ الدول الغربية مع الصهاينة ودعمهم في جرائمهم، فهذه الدول عبارة عن لصوص وقراصنة عبر التاريخ، فما فعلوه بسكان القارة الأمريكية شمالها وجنوبها، وما فعلوه في إفريقيا وآسيا، وما فعلوه فيما بينهم في حروبهم لخير دليل على ذلك، لذلك فلا عجب !!

– وقد أفهم جبن الحكام العرب وخنوعهم وذلهم وتواطئهم وخيانتهم لفلسطين والمسجد الأقصى الشريف، فهم في نهاية الأمر صناعة استعمارية، وكائنات بشرية منقطعة الصلة بشعوبها وأوطانها، فهم بلا سلطة، بلا رأي، بلا قرار، بلا شرف، بلا عزة، لذلك فلا عجب !

– وقد أفهم تردد الشعوب العربية ومحاولاتها البسيطة في الدعم والمساندة، والخروج والصراخ والتعبير عن الألم والغضب، فهم في نهاية الأمر ضحية تدجين وغسل دماغ دام لعقود، وفريسة واقع دموي وقمعي سلبهم الحرية والإرادة والمبادرة الفعالة ، لذلك فلا عجب!

– ولكن ما لا أفهمه هو صمت علماء الأمة، أين هم؟ لماذا هم صامتون؟ لماذا هم مختفون؟ لماذا هم خائفون؟ ما هو الحكم الشرعي الواجب أن يصدروه ويعلنوه أمام صمت وخيانة الحكام العرب لقضية المسلمين الأولى؟ ما هو نوع الجهاد الواجب أن يفتوا به في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة؟ ما هو حكم الشرع الذي يجب أن يصدحوا به في قضية امتناع الحكام عن مساعدة إخوانهم في غزة؟ ما هو حكم الشرع في رفض فرض عقوبات على الكيان الصهيوني المجرم؟ ألا يعلمون أنهم مسؤولون عن صمتهم وتخاذلهم؟ ألا يعلمون أنهم واقفون غدا بين يدي القوي الجبار؟ ماذا سيقولون له؟ بماذا سيبررون له تخاذلهم وخيانتهم لأمانة العلم والنصح للحكام؟ أين سيفرون من الله؟

لا قيمة عندي لعالم يفتي فيما يجب إصلاحه في مدونة الأسرة ولا يفتي فيما يجب القيام به أمام جرائم الصهاينة وتواطؤ الحكام.. وواجب الوقت..
هؤلاء العلماء هم شركاء في جرائم الأبادة التي يتعرض لها أهل عزة.. بلا خلاف ..

– ما لا أفهمه نفاق السياسيين والمثقفين الذين كانوا قبل سنوات قليلة في طليعة المناضلين والمطالبين بفلسطين حرة ومستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كانوا في المسيرات حاضرين، في المهرجانات صارخين.. ثم ذابوا في لحظة كما يذوب الملح في الماء.. هل باعوا ذمتهم؟ هل مات ضميرهم؟

السياسي الذي يحاول إيجاد للحاكم مخرج أو منفذ يبرر به صمت حكامهم وتواطؤهم هو سياسي خائن في نظري.. ولا يستحق لقب قائد أو زعيم .. هؤلاء شركاء في جرائم القتل التي يتعرض أهل غزة بلا شك ..

 

انتهى عندي الكلام .. وأصبحت أحتقر كل ناعق كان بالأمس يصرخ نصرة للأقصى، والآن يبرر للأنظمة جريمة الصمت والتواطؤ .. أصبحت أكره كل ناهق كان يملؤ الدنيا ضجيجا ويركل برجليه في المسرات.. والآن لاذ بالصمت واكتفى بالنظر إلى كل هذه الجرائم والتواطآت ولا يجرؤ على مواجهة الحكام المتواطئين بكلمة واحدة ..

 

لا توجد كارثة أعظم من كارثة صمت العلماء وتواطؤ السياسيين وهروب المثقفين.. في زمن المحنة وضرورة النفير ..

 

حسبنا الله ونعم الوكيل

المفجوع : عبد المولى المروري

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات