بعد مخيم جباليا .. ماذا بعد ؟
عبد المولى المروري – كندا
لا شيء أصبح يضاهي الآن الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني في حق العزل المدنيين والأطفال الأبرياء.. جريمة جباليا استثنائية في التاريخ المعاصر .. العدو الصهيوني يتعمد استهداف الأطفال والنساء على وجه الخصوص، هو يعرف ما يقوم به.. القتل الذي يهدف تغيير الطبيعة الديموغرافية للمنطقة، ووضع حد لمقاومين مفترضين في المستقبل.. يطبق العدو ما كانوا هم ضحيته في عهد فرعون .. «وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ».. فهاهم يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا أمام أنظار العالم وحكام العرب والمسلمين.. كما أنهم يدمرون المنظومة الصحية حتى لا يسلم أحد من الموت ..
أمام مشاهد القتل المتواصل والمجازر المستمرة ما يزال بعض التافهين من العرب والمغاربة يتوسلون التطبيع مع العدو.. ويتشبثون بذلك تشبث الرضيع بثدي أمه .. خوفا من الفطام القسري .. عندما يرى المطبعون هذه المجازر ماذا يقولون لأنفسهم؟ بماذا يشعرون؟ ألا تهتز لكم شعرة؟ ألا يرف لكم جفن؟ ألا يتحرك فيكم دم؟ ألا يشعرون بوخزة ضمير؟ من أي الكائنات أنتم؟
وتحت مسؤوليتي أقول:
– كل مطبع مع العدو الصهيوني هو بالضرورة والأصالة مجرم مثله، خائن لوطنه..
– على كل الدول المطبعة أو التي تربطها أي علاقة مع الكيان الصهيوني أن تنهي ذلك على الفور، وإلا ستصبح مساندة لهذا العدو، متورطة في جرائمه..
– الذين يقفون على الحياد هم خونة جبناء ..
– الصامتون هم أيضا جبناء متملقون ..
– أصحاب حل الدولتين – وإن استنكروا هذه الجرائم الصهيونية – هم جبناء وخونة..
– أي علاقة مع الكيان الصهيوني كيفما كان نوعها هو دعم له ومساعدة وتواطؤ معه على اقتراف جرائمه..
– على الدولة المغربية أن تنهي على الفور كل العلاقات مع الكيان الصهيوني، ولا يشرفنا أن نربط أي علاقة مع المجرمين..
– على كل الدول العربية أن تفتح المجال لشعوبها أن تمارس حقها الكامل في الغضب والدفاع عن غزة وأهلها العزل بكل الوسائل الممكنة..
– على علماء الأمة أن يتحلوا بالشجاعة العلمية، والقيام بواجب الأمانة الدينية الملقى على عاتقهم وإصدار فتاوى تتصدى لهذا العدوان وهذه الجرائم بالشكل الذي يدفع إلى استنهاض الأمة، ويحقق العدل لأهل غزة ويحقق التحرير للقدس الشريف.. وتحقيقا لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم..
– على كل المثقفين والمفكرين والسياسيين أن يتحملوا مسؤولياتهم الكاملة في نشر الوعي وفضح هذه الممارسات واستنهاض الشعوب للتصدي لهذا العدوان وهذه الجرائم ..
وبهذا أقول معذرة إلى الله، وقياما بواجب الضعيف البعيد، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ..
اللهم كن معينا وظهيرا لأهل غزة وأهل مخيم جباليا ..
اللهم اجعل النار بردا وسلاما عليهم ..
اللهم نجهم من بطش الصهاينة ومكر المتحالفين معهم ..
اللهم إنك أنت الغني ونحن الفقراء، أنت القوي ونحن الضعفاء..
ولا حول ولا قوة إلا بك..