كفى من خلط الألوان
مبارك المتوكل /المغرب
منذ أشهر طلعت علينا وسائل الإعلام بخبر تكوين لجنة للصداقة البرلمانية المغربية الإسرائلية ضمت ممثلين عن أغلب فرق الأحزاب بالبرلمان المغربي. ورغم ادعاء بعض الأحزاب رفضها لهذه التمثيلية فإنها لم ترتب على ادعائها أي قرار يؤكد عدم موافقتها على وجود أعضاء منها في هذه اللجنة.
صحيح أن فريق حزب البجيدي لم يتمثل أو على الأقل لم يظهر اسم أي واحد من برلمانييه في لائحة تلك اللجنة. ولكن أمينه العام السابق أخذ يدعو إلى توقيع عريضة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وكأنما نسي أنه بصفته رئيسا للحكومة السابقة هو الذي وقع على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني باسم الدولة المغربية … شيء من المروءة يا دكتور.
وحيث أن الفضائح تتناسل ولا تأتي إلا مجتمعة لتمحو كل الذكريات والمفاخر التي كان لبعضنا أن يعتز بها. فهذا قائد نقابي يختلف عن غيره من القادة النقابيين، إذ اجتمع في شخصه ما تفرق في غيره فلم يحترم الموقع الذي منحه له حزبه فأصبح بصفته كعضو للجنة التنفيذية قائدا نقابيا وبرلمانيا بتلك الطرق الملتوية التي يصل بها بعضهم إلى قبة البرلمان بل تسلق ليصبح رئيسا لمجلس المستشارين-اللهم لا حسد- ولكن أن يتحرك وبكل هذه الصفات فيستقبل رئيس برلمان الصهاينة ثم يقبل دعوته ويلبيها وهو المنتسب إلى حزب مشارك في حكومة مطبعة مع الكيان الصهيوني، ولكنه الحزب الذي يدعي الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل وترأس جمعية كانت قبل أن يجمدوها تدافع عن حق الشعب الفلسطيني عندما كان الحزب لا يزال يمتح من فكر الرواد الذين واكبوا وساهموا في النضال الوطني من أجل الاستقلال من أمثال علال الفاسي ومحمد بلعربي العلوي والمهدي بنبركة …..وأولائك الذين لم يكونوا يبحثون عن المواقع ولا يترددون في التعبير عن الرأي واتخاذ الموقف أيا كان الرأي السائد ومهما كانت التبعات، إلى أن خلف من بعدهم خلف لم يترددوا في تبني الرأي السائد ولو كان ضد ما يدعون إليه وبكل بجاحة يدعون أنهم يدافعون عن المظلومين هنا أو هناك في فلسطين. وهم هنا يتبنون مواقف السلطات لأنهم من مقربيها إن لم يكونوا منها ويرتمون في أحضان المطبعين بل يسابقونهم للحضوة لدى من يدعون معاداتهم.
أفي الكون نفاق أكبر من هذا ايها المتأسلمون ويا أدعياء الدفاع عن القضية الفلسطنية . فلسطين قوية بشبابها وبالوعي الذي تجاوز حدود العالم العربي لينتشر على المستوى الكوني… فطوبى للأحرار وسحقا للمطبعين واذيالهم.