قصيدة أطفال وآجال
بيسان مرعي – فلسطين
سالت الدموع من المآقي
بكى القلب ونزفت العينانحين أمسكت قلمي لأكتب
عن أطفال فقدوا الأمانتاه حرفي، وتبعثرت كلماتي
عجز القلم، وشل اللسانفعن أي طفل ترى أكتب
وألمهم ملأ كل البلدانأبحرت وحلقت بقلمي نحو
بلادي، وأطلقت له العنانوقلت له، اكتب وأنشد
عن بلادنا، أطفالنا، الآننكس قلمي رأسه خجلا
وأجاب،قد أصابني الخذلانواحتار حبري لمن يكتب
فبلاد العرب كلها لي أوطانأأكتب عن فلسطين أرض
الأنبياء، أم عن سوريا ولبنانعن مصر وليبيا والجزائر
أو المغرب وتونس والسودانأم أكتب عن العراق واليمن
أم عن الشعب الطيب والانسانوانهار قلمي حين رأى بعينه
أطفالا شربت من كأس الهوانفهنا وهناك في أوطاني أطفالا
تعاني من القهر والذل والحرمانتشردوا في بقاع الأرض كلها
أصبحوا بلا ملجأ ولا عنوانأطفال باتت تعيش بين أنياب
الجليد والصقيع، وفي الوديانالأطفال في أوطاننا باتوا
حصادا للحروب والعدوانكم طفل في أوطاننا ينام
ويصحو يشكو همه للرحمنوكم طفل في أوطاننا مات
غرقا في قوارب الخسرانقوارب الهجرة، وقوارب الموت
التي قذفت جثثهم الى الشطآنكم طفل في أوطاننا جائع
إرتدى ثوب الألم والأحزانوكم بئر في بلادنا يا ترى
كتلك التي وقع بها ريانقد كانت أوطاننا يوما ما
فخرا لنا، وسيدة الأكوانكنا نزرع الياسمين أمام الأبواب
واليوم نزرع على القبور الريحانفلنستيقظ من سباتنا وغفلتنا
قبل أن نرحل وتلفنا الأكفانولنعد لأمتنا واوطاننا مجدا
سلب منها، قبل فوات الأوان