الأبواق المأجورة: إلى متى هذا الخداع ؟
البدالي صافي الدين/المغرب
على إثر اعتقال البرلماني ورئيس بلدية الفقيه بن صالح مبديع بناءا على الشكاية التي تقدم بها الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام لجهة الدار البيضاء إلى الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء و التي تتعلق بنهب و تبديد أموال عمومية و الإثراء غير المشروع و التزوير. و هي الشكاية التي أحالها الوكيل العام على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لجرائم الأموال بالدار البيضاء، و التي باشرت مهامها باستدعاء المشتبه فيه قصد الاستماع إليه، الأمر الذي لم يتقبله مبديع ظنا منه أنه مانعته حصون البرلمان وحصون حزبه الذي أعاد تزكيته في انتخابات 2021 .
لقد ازداد غرورا لما فاز بمقعد برلماني بدائرة الفقيه بن صالح. و اعتبر هو و أتباعه و الأبواق المأجورة بأن القضاء نائم و أن الرياح تجري بما تشتهيه السفن” فرشحه “غرارين عائشة”،كما يقول المثل الشعبي، من حزبه لرئاسة لجنة برلمانية جد مهمة، اي لجنة العدل والتشريع حتى يبين للشعب بأن كلام وهبي هو الصواب، حينما أعد مشروعا يمنع بموجبه جمعيات حماية المال العام من تقديم شكايات ضد رؤساء الجماعات الترابية، و أن الأمر من اختصاص وزارة الداخلية.
فظن مع أصحابه المتابعين قضائيا أنهم قد نجوا من مطاردة القضاء لهم. لكن كان للجمعية المغربية لحماية المال رأي آخر، إذ تقدم وفد من الفرع الجهوي لجهة الدار البيضاء برسالة إلى السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء يطالب فيها بتفعيل وتسريع مساطر البحث المتعلقة بالشكاية التي وضعها الفرع ضد مبديع البرلماني ورئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان . خاصة و أن الجمعية لها قناعة راسخة بوجود شبهة تبديد و نهب أموال عمومية و الإثراء غير المشروع في تسيير بلدية الفقيه بن صالح منذ تولي مبديع رأستها.
على إثر هذا اللقاء سارعت الشرطة القضائية بأمر من الوكيل العام إلى تقديم المعني بالأمر رغم تهربه من مسؤولية الاستجابة إلى أمر السيد الوكيل العام . و بعد ان تم إيداعه السجن و من معه تحركت الابواق الماجورة الى تبرير اعتقاله بعيدا عن دور الجمعية المغربية لحماية المال العام التي اكتشفت بأنه ضالع في الفساد ونهب المال العام والإثراء غير المشروع و الرشوة و التزوير.
تريد هذه الأبواق التأثير على المجتمع المغربي و على القضاء، فبادر أحد المرتشين إلى القول بأن سبب الاعتقال هو حفل الزفاف الذي أقامه لأنه يعتبر من الأعراس التي فاقت كل الأعراس في المغرب و في الشرق و في الخليج .
نقول لهذه الأبواق المرتشية و المأجورة بأن الشعب المغربي لا يحتاج لمن يكشف له عن الحقيقة، حتى ولو كانت ضائعة من طرفكم،بل له من هم أقرب إليه، و هم المناضلون و المناضلات الذين لا تغرهم أموال و لا مناصب حتى يخادعون هذا الشعب، الذي ظل ضحية المناورات و الأكاذيب و ضحية السم الإعلامي والأبواق المأجورة وسماسرة السياسة المضللة و القاتلة .