اليوم السابع من سلسلة ارحل
“من خسرك خسر نفسه”
حميد يعقوبي / القنيطرة
ارحل..
إذا أحسست أنهم يفعلون الفعلة ولا يبالون بعواقبها ،لأنهم يعلمون أنك الضحيةُ التي سيلفقون لها التهمة . وإن كان الجرمُ أعظم،وحدُك من سيتحمل أوزاره ، لا يهمهم ما يصيبك من الأذى .. لأن علاقتَك بهم يستولي عليها الجهل والظلم وشبه الاستعباد .. تسامحهم ومع ذلك لا يعترفون أويعتذرون ..فلا قدرةٌ على العفو، ولا عفوٌ عند المقدِرة .. يجعلونك تدخل معهم في متاهات التحدي الموجع حد التوهان، ويبدأون معك لعبة من سيؤلم الثاني أكثر ، من سيُبكي الأول أكثر .. من سيحرق قلب الآخر ..و لكنك تغفر، ليس تنازلا أو هزيمة ، بل لأن شيمتك الصبر ، وقد تربيت على التجاوز ، تعتقد أن من جرحك مرة ومرة ، وتسامحه ، لن يجرحَك ثانية . تبادر بالسماح فينعتونك بسيد البلادة ، وربما بالجبان .. لا تهتم . لا تهتم .
ارحل ولا تخش خسرانَهم ،فمن خسرك خسر نفسه ،ومن باعك فقد باع نصف عمره ..وسيكون الألم مضاعفا إذا أدركت أن أقرب الناس هم من قد يفعلونها …
ارحل بما تبقى فيك من عفو عند المقدِرة..
وعش بينهم مسالما لا مستسلما .