قصيدة الحسن حجاب !
بقلم محمد الوحداني
يَا عُتَّابِي !
حَبِيبَتِي امْرِئ فِيهَا عَجِيبٌ !
إنْ سَتَرَتْ فَضَحْت . . .
و إن أَسْفَرَت هَتَكَتْ !
عِشْقُها غَلَّابُ ؛
و حَتْفِي مُدْرِكُه أَنَا فِيهَا ،
و قد تَعَدَّدَتْ لِي فِيهِ الْأَسْبَابُ….:
شَاعِرٌ أَنَا حَائِرٌ !
قِبْلَتِي فِي حُبِّي خَيَالِي،
أَنْسُجُ مِنْه اوْهَامِي و ظلَالِي ،
و يَحْلُو لِي قَوْلِي :
حَبِيبَتِي !
مُحَجَّبَةٌ بِحُسْنِهَا بِلَا إِزَار ! .
فاتِنَة الْألطَافِ، فَاتِكَةُ الْأضْرَارِ .
و أَنَا لِسُلْطَانِ مَحَاسِنَهَا مُبَايعٌ خَاضِعُ ؛
هِيَ مِنْ عَلَّمَتْنِي كَيْف اَعْشَقُهَا و اهْوَاهَا ،
و فِي حُبِّهَا أَدْرَكْتُ كَيْفَ أَعْبُدُ اللَّهَ ،
فَسُبْحَانَهُ كَيْفَ أَتْقَن خَلَقَهَا ،
حَتَّى هَكَذَا جُمَّلَهَا وَ حِلَّاهَا ،
وَ إنْ خَضَعَت خَافِضًا جَنَاحَ الذُّلِ لَهَا
فَالذُّلّ فِي عُرْفِ العَاشِقَينَ أَعَزَّهَا ،
وَ هَذا يَكْفِينِي ،
إنِّي ،
اِنْخَفَضْتُ كَيْ لِي ارْفَعَهَا
فَإِذ بِي اِرْتَفَعْتْ فِي مَقَامِ ذُلِّهَا ؛
وَ إذْ مُتُّ يَوْمًا فِي هَوَاهَا ،
فَاجْعَلُوا قَبْرِي تَحْتَ قَبْرِهَا . . . .
حببيتي تُصِيب فِي الْقُرْبِ و الْبُعْدِ
بحسنها كَسَيْفٍ بتار فِي الغِمْدِ ،
غَيْرُ مُمْتَشَقٍ لَكِنَّهُ شديد الْأَخْطَارِ .
حُسْنُهَا بَاد و أَن حَجَبَتْهُ كَمَتِينِ الْأَسْرَارِ !
مَكْشُوفٌ و أَن سُدَّتْ عَلَيْهَا الْأَبْوَابُ !
لَا يَسْتُرُهُ حِجَابٌ و لَا أَثْوَابُ …!
فِيهَا
الْحُبُّ
الْعَذْبُ ؛
فِيهِ
بِوُدِّهِ
الْبُدُّ ،
حَدُّ ،
و حُضْنُهَا الْقَدِيمُ
دَافِئٌ مُقِيمُ .
و اللَّحْظُ وَسِيمُ ،
و الرِّيقُ حُلْوٌ عَتِيقُ ؛
و الْمَشْيُ سَرْوٌ وَثِيقُ ..
وَ النَّهْد المُريحُ
مُتَّكِئٌ ،
و النَّظَرُ جَرِيحٌ
مُبْطِئُ .
و الْخَدُّ خَجِلٌ ،
و الرِّدْفُ وَجِلٌ عَجِلُ !
و الرَّمْشُ رَمْسٌ ،
و الرَّأْسُ
مكَلَّلُهُ شَعَرٌ مُسْدَلٌ
أَكْحَلُ .
جَمِيلَةٌ إنْ جَعَلَتْهُ أَطْوَلُ ،
مُثِيرٌ و أَن شَدًبَتْهُ فِي قَصِّةِ يَرْفُلُ .
حِينًا يَشْقُرُ ،
و حِينًا يَغْجُرُ ،
وَ حِينًا يَطُولُ و يَكْبُرُ ،
و ظَفَائِرَهَا تجْدُلُ
فَتُسفِرُ و تَصْغُرُ . . .
شَفَتَاهَا تَرْوِي ظَمَأُ مِنْ شَقَّه الْوَصْلُ
فَكَانَ رِيقِهَا عِنْدَ اللًثْمِ كَأَنَّهُ الْعَسَلُ .
يَدَاهَا مُخَضَّبَةٌ بِالْحِنَّاءِ تَبْدُو كَشَقَائِقِ الرُّمَّانِ
و قَدَمَاهَا مُهَفْهَفَةٌ مَوْشُومَةٌ بِرَيَّ أَحْمَرُ رَيَّانُ ،
و الْأَطْرَافُ و الأعْطَافُ ،
مَرْجُوَّةٌ مِثْلَ جَنَّاتِ الرِّضْوَانِ .
لَا يُدْرِكُهَا إلَّا اللَّذَيْن اعْتَنَقُوا اشْتِياقًا وَ اِحْتِرَاقًا
صَبَرَ الْعِشْقِ و السُّلْوَانِ ..