قصيدة : بِمُحَرَّمِ الْمَدَدِ !
بقلم محمد الوحداني
هذه القصيدة/ مهداة إلى كل اللذين خرجوا أو يخرجون من ظلام الوقت الى ضوء الفرح بالجسد و الحياة !
ٱنها قصيدة تحتفل بالجسد و الجمال ! و تخرج عن سياق المألوف الثقافي في بلادنا ، لأننا نعتبر الجسد عورة و ذنبا .
الجسد نعمة الروح نحبه جميعا في صمت و نعلن عليه الحرب علنا .
عذرا حبي !
فقد أسأت في شعري أدبي …
و كتبت مستقيم الحرف
ممتلئا كلفا بباذخ الشغف ،
حتى غويت فقلت :
أ فاقدا أملي، أدْركنِي بِمُحَرَّمِ الْمَدَدِ .
يَا لَهْفِي عَلَى قَدٍ قُدَّ مِنْ قُدَدِ الشَّغَبِ ؛
إذ مَشَى خَشَى مِنِّي حُشَشُ الْقَلْبِ التَّعِبِ ؛
حَتَّى حَارَت مِنِّي حُجَجِي !
جِئْتُكِ وَاصِفًا اخْتَصِرُ ،
و ليس فيك يكذب النظر ،
إذ بِبَهِيِّ حُسْنِكِ جِئْتِ ،
حَتَّى احْتَرَقَت كَامِلَةً كَبِدِي ،
و ذَابَت فِي وَهَجِي فِيكِ مُهَجِي ،
إذ تَخَلَّفْتِ عَنِّي رَأَيْتُ بَهَاءَكِ كالمُتَبَرِّجِ .
فَضَرَبَة إذ جئت من خلف
و اعتراني منها خوف
كَقَاطِع سَيْفٍ مُنْبَلِجِ.
لما تَمَايَلْتِ عَلَى خَطًى مِنْ دَلَّالٍ غَنِجِ .
النَّهْدُ مِنْكِ نَافِرٌ مُدَوَّرُ الحَلَمَاتِ و الدُرَجِ .
و الْأرْدَافُ مُكْتَنِزَةٌ مِنْ تِيهٍ نسِجٍ بَهِجِ .
و مُقَلُ الْعَيْن، كَسَيْف مُجَرَّدٍ وَثِبِ.
سَوْدَاءُ الرَّمْشِ حَائِرَةُ الْهُدْبِ ،
قَتَلْتِ ببهي حسنك إذ جِئْت ؛
و اسْتَبَحْت دَمِي إذْ رُحْتِ .
مِن أَمَامَكِ هَيْفَاءْ مُتَعَدِّدَةُ السُّبُلِ ،
مُسْدَلَةُ الشَّعَرِ شَهِيَّةُ البَسْمةِ حُلْوَةٌ الْقُبَلِ .
و مِن خَلْفِكِ :
متَفَرِّدَةُ التَّفَاصِيلِ بَعْدَ خَلْقِكِ ،
فَاَللَّهُ حَاشَاهُ حَطَّمَ قَالِبِ صُنْعُكِ !
و كَعْبَهُ حَجِّكِ مُكَلَّلَةٌ مَحْرُوسَةُ الشُّهُبِ !
لَا يَفْتَحُهَا إلَّا غَازٍ متحرر التكاليف عَالِي النَّسَبِ !
و سِوَاهَا وَصْلُه مَجْهُولٌ مُحَرَّمُ السَّبَبِ !
يَدَاكِ قَوَافِلُ لَمَسٍ تَسْقِي جَرْدَاءَ جَسَدِي ،
بِرُطَبِ دافِئِ الشَّغَفِ هَمْسٍ مُقَيَّدِ المَسَدِ .
و الافْخَادُ عَاتِيَّةُ الْمَوْجِ و اللَّهَبِ
إذَا مَسَّهَا مُفْتَتَنُ مُخْتَفِ النُّدَبِ ؛
حَتَّى إذَا صَرَخَ الْوَلِيدُ الْبَعِيدُ الْغَوْرِ !
كَان الْغَيْثُ كَمَنْ أَرْوَى نَقَص الْبَدْرِ
مَسْرُورٌ النشوات ،
وَأَصِلَ الْمَقَامِ مُكْتَمِلَ الْحَالَاتِ !
أَرْبَعَ عَشْرَةَ الْقَمَرُ ,
خُلِقَتِ يَكْتَمِلُ فِيك الْحُبٌ و النَّظَرُ .