القمة :
اسبانيا، المغرب و انتظارات المستقبل
مقال : عبد الرحيم الودراسي
ترجمة : خديجة الطويل
اليوم تسجل العلاقات المغربية الإسبانية خطوة رائدة في مسار الدبلوماسية الثنائية للبلدين، وذلك بعد فترة من التوترات التي طالت هذه العلاقة. اتخذ رؤساء البلدين القرار الأصوب المتجلي في توحيد الجهود ومواجهة التحديات المشتركة معا. هذا الالتزام المتجدد يعكس حزم الطرفين وحرصهما على التوصل لحلول سلمية وتقوية التفاعل بين البلدين الجارين.
ويتقدم المغرب كوجهة مثالية للاستثمار بفضل عوامل محفزة من قبيل موقعه الاستراتيجي واستقراره السياسي وإطاره المؤسساتي والقانوني الميسر، والتحرر الاقتصادي التي تستقطب مستثمرين أجانب وتوفر لهم برامج لتنمية المناطق الصناعية مع تحديث التقنيات التكنولوجية، ما يمثل قوة اقتصادية مهمة؛ علاوة على قرب البلاد من الأسواق الأوروبية والإفريقية على حد السواء.
فضلا عن ذلك، يعد المغرب وجهة جذابة بالنسبة للشركات الإسبانية والدولية بما يقارب 17 ألف شركة إسبانية تربطها علاقات تجارية مع المغرب؛ وألف منها تشتغل بالتراب الوطني للمملكة.
يجتمع الرئيس بدرو سانشيز بمعية البعثة الدبلوماسية المكونة من وزراء اشتراكيين بنظرائهم المغاربة لتوقيع عشرين اتفاقية تهم قطاعات مثل الاقتصاد، السكك الحديدية، المياه من بين مجالات أخرى. وينتظر أن يتم استغلال الفرص التجارية التي سنحت مؤخرا من أجل تقوية التعاون في مجال الهجرة والأمن. ويمثل هذا اللقاء تقدما ملحوظا نحو مستقبل زاهر ومثمر بالنسبة للبلدين. كما يمكن أن يلهم بلدان أخرى بالمنطقة من أجل العمل سويا لتحقيق مستقبل أكثر سلما وازدهارا.
إن لهذا اللقاء أثر كبير، خاصة وأنه يجمع من جهة إسبانيا كبوابة دخول لأوروبا والرئيسة المقبلة للاتحاد الأوروبي ومن جهة أخرى المغرب كمدخل لإفريقيا. وبإمكان كل هذه الاتفاقيات أن تشكل الخطوة الأولى نحو تعاون أكثر فعالية بين أوروبا وإفريفيا؛ مخلفة تأثيرا إيجابيا في المنطقة بأكملها.
وتشكل هذه القمة اليوم فرصة فريدة من نوعها لتعزيز العلاقات ومناقشة التحديات المشتركة وذلك من خلال التزام متجدد وعقلية منفتحة. وهو مثال حي على كيفية تجاوز الاختلافات والعمل معا لبناء مستقبل أفضل في حال كان قائدا البلدين مستعدين للاستمرار في العمل سوية والحفاظ على تواصل منفتح وبناء.
وبهذه الاتفاقيات المبرمة اليوم، تتقدم كل من إسبانيا والمغرب خطوة كبيرة في المسار الصحيح، ونرجو أن نلمس نتائجها الإيجابية في المستقبل القريب. ويعد توحيد الجهود والتعاون بين الدوليتين الجارتين مهما للغاية لتحقيق سلم دائم واقتصاد مزدهر في المنطقة. وتبقى هءه القمة في الأخير بداية فصل جديد في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية.