الشعب يطالب بإقالة وزير العدل.
حسن أبوعقيل
بعد جملة من القرارات المتسرعة التي يطبعها الإستقواء والتحكم ، والخرجات الإعلامية التي يعتبرها وزير العدل السيد عبد اللطيف وهبي نافذة للرد على منتقديه من أكادميين وجامعيين وحقوقيين ومهن الصحافة والمحاماة والعدول والمحاسبين وجمهور غفير من الشعب المغربي بجمعياته الحقوقية والمدنية (…) , يستمر وزير العدل في غيه , ويمارس تعذيب الأمة المغربية لفظا ودون حمرة الخجل ، ما جعل المواطنين يرفعون أصواتهم في وسائل التواصل الإجتماعي وإسماع مطالبهم لملك البلاد .
الأمر لم يتوقف على حصيلة الوزير وهبي منذ تعيينه إلى اليوم ، بل زاد تشددا في تأزيم الأوضاع بلسان سليط وتواصل ديكتاتوري لايرقى لمستوى مسؤولية وزير بحقيبة العدل ، ضاربا عرض الحائط العرف التقليدي الذي عشناه مع وزراء العدل السابقين بكل إحترام وتوقير وهبة ورزانة ما جعل الشعب المغربي يكن لهم الإحترام إلى يومنا هذا ، ويبقى الوزير الذي يحترم المواطنين يحترم من طرفهم والمعاملة بالمثل حفاظا على الكرامة .
وقفات ومسيرات سلمية ، خرج فيها المواطن من شمال المملكة إلى أقاليمها الجنوبية إحتجاجا على الوزير وهبي يطالبون ملك البلاد بإقالته ، بدلا من مواصلة غيضه على الشعب الوفي للملكية بعرفها وتقاليدها وبحبهم للوطن الأبي .
السيد وزير العدل ، أبان عن رفضه للإختصاصات الجديدة التي وكلت إليه كمسؤولية داخل قطاعه ، فعندما يرى على يمينه يجد أن جلالة الملك يرأس المجلس الأعلى للسلطة القضائية ، والمجلس في حد ذاته أصبح مستقلا على وزارة السيد وهبي ، وعندما يرى على يساره يجد أن النيابة العامة أصبحت بدورها مؤسسة مستقلة لا تخضع لوزير العدل ما جعله يتساءل ماذا تبقى للوزير غير راتبه الشهري ؟
الوزير السيد وهبي سعى إلى تغطية الإختصاصات الجديدة التي تتضمنها حقيبته ، بالميثاق الثلاثي الذي جمع المجلس الأعلى للسلطة القضائية ومؤسسة النيابة العامة ووزارة العدل حتى يدر الرماد في عيون الجمهور ، لكن وعي المغاربة حال دون أهداف السيد وهبي، لكن الوزير جعل من أذانه صماء ، فتمادى في قطاعه موظفا إلغاء المقاربة التشاركية والتواصل، بل كرس مراوغة المسار من خلال لعبة الإستفزاز إنطلاقا من قضية ” التقاشر ” التي أراد بها أن يقحم مصالح أمنية وقضائية بأنها تحت إمرته والجميع يخدم لصالحه من أجل إقناع الجمهور أن إختصاصاته لازالت قائمة.
السيد الوزير وهبي ، تدخل بأسلوب غير مسؤول عندما رفع صوته من على قبة البرلمان مستفزا جمعيات المجتمع المدني أملا في تقزيم دورالمنظمات الحقوقية والمواطن في متابعة ورفع شكايات ضد السياسي الفاسد ، محاولا إغراء وزارة الداخلية لتدعمه في قرار يمس بالمواد والمكتسبات الدستورية في الوقت الذي يصنف السيد وهبي نفسه بالحداثي والمناضل .
السيد وزير العدل وبكل تحدي واستقواء يستمد قوته وتعجرفه من جهة معينة ، زاغ لسحب مشروع القانون الجنائي ومجموعته ليس لتعديله برؤيا مكوناته وترسانته ، لكن ليتستر على الإثراء الغير مشروع الذي سيحسم أمر السياسي الفاسد وكل مسؤول يغتني بطرق خارج القانون .
الوزير وهبي أراد أن يبسط سلطته على القضاة ، في غياب صلاحيات تمكنه من ذلك ما جعل المسودة لمشروع القانون الجنائي تغيب فيها المقاربة التشاركية ولم يقحم فيها الجمعيات المهنية كما هو حال القوانين التي تهم بالدرجة الأولى السادة القضاة وقد رفض الإجتماع مع نادي قضاة المغرب بحجة واجب الترخيص من المجلس الأعلى للسلطة القضائية ، وزاد في الطين بلة عندما إتهم المحامون بالتهرب الضريبي ، فانتفض من حوله أصحاب البدلة السوداء ، ما جعل تعطيل المحاكم والمحاكمات بدون محام ، فسقطت المحاكمة العادلة التي تسبب فيها الوزير بقراراته الإرتجالية .
لم يسلم المغاربة من إستفزازات السيد الوزير ، فنعث الشعب الوفي لملك البلاد بالتافهين لكونهم يمارسون حقهم في الإدلاء بالرأي والإنتقاد من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، فيقلل الوزير من أهميتهم ودورهم متناسيا بأن الفايس بوك وباقي وسائل التواصل الإجتماعي هو البديل الديمقراطي للقطب العمومي المحتكِر لوجوه خاصة والمفتوحة كما هو وجه وزير العدل السيد وهبي .
فالنقطة التي أفاضت الكأس موضوع الساعة ، إمتحان المحاماة الحدث البارز للصورة البشعة ، ليس وطنيا فحسب بل عالميا تناولتها القنوات الدولية والصحف الكبرى ووسائل التواصل الإجتماعي ، إمتحانات ألخصها كما جاء على لسان الممتحنين والسادة المحامين والجمهور المغربي بطلابه ، إمتحانات المحاباة والمحسوبية والزبونية والمحزوبية .
أما عن التصريح المستفز والمقزز ” ولدي عندو جوج إجازات …. أباه عندو الفلوس ..قراه في كندا ” .
سنتطرق له في موضوع خاص للأهمية .
و بهذه التصرفات المخجلة الإستفزازية فالوزير وهبي يريدها فوضى ، فحين أن الشعب يريدها سلمية من أجل البلاد والعباد ورئيس الدولة .
في انتظار تدخل ملك البلاد لحسم النقاش الدائر، فاصل ونواصل .