الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

كبرياء المخزن ..

 

بقلم يوسف الحيرش مهندس دولة و ناشط سياسي و حقوقي.

 

واهم من ينتظر إقالة أو استقالة وزير العدل وهبي من منصبه، هل كنتم تنتظرون أن يستجيب النظام السياسي لمطالب الشعب ؟ يبدو أن الانتظار في حد ذاته يعتبر قلة فهم لتركيبة هذا النظام، الاستجابة او الخضوع لأي مطلب شعبي تحت الضغط يعتبره المخزن “مسٌ بكبريائه”، بمنطق “ما خصكش تضسر الشعب”، الاستجابة يعتبرها انهزام سياسي ستفتح الباب أمام توالي الهزائم، هكذا يفكر المحور الضيق للنظام السياسي، كأن الدولة تسير بأهواء النفس البشرية، و ليس بالمنطق السياسي النبيل.

فيما يخص الاستقالة، أظن ان وهبي لا يملك الشجاعة السياسية لاتخاذ هذا القرار، إلا اذا كان بضغط من جهات داخل النظام السياسي للالتفاف و تضليل الرأي العام عن هول هذه الفضيحة العالمية داخل البنية المخزنية.

 

كان لي حوار سابقا مع مسؤول كبير داخل الدولة، هو أيضا منزعج من هذه الاعتقالات السياسية الظالمة، قلت له هل هناك بوادر لحل هذه الملفات التي أصبحت تؤثر على مستقبل المغرب سياسيا و اقتصاديا. أجابني أن هناك من حين لآخر بوادر لحل بعض الملفات لكن تبقى الدولة لها كبرياء لا يجب أن يتم خدشه، للأسف هكذا يفكر المخزن ..

 

في خضم هذا النقاش، يجب التذكير و التنويه أن هناك وزير واحد و وحيد لحد الآن في تاريخ المغرب اسمه محمد زيان، هو الذي قدم استقالته من وزارة حقوق الإنسان علنا على المباشر في القناة الثانية سنة 96/95، بحضور القامة الصحفية و النضالية خالد الجامعي رحمه الله، حيث نوه هذا الأخير بشجاعة و وضوح و ثبات الرجل)، وذلك على إثر حملة التطهير التي قادها الملك الحسن الثاني رحمه الله و وزير داخليته ادريس البصري، تأكد للنقيب محمد زيان أن الشرطة القضائية مارست التعذيب على بعض المتهمين آنذاك، صرح أن هذه الخروقات تتنافى مع مبادئه، و أن البناء لا يكون بالديماغوجية.

 

من تم انقطعت صلة محمد زيان بالمخزن، و أسس الحزب المغربي الليبرالي لكي يدافع عن قناعاته و مبادئه بكل استقلالية إلى أن وصل به الأمر ليومنا هذا كأكبر معتقل سياسي في العالم عن سن يناهز 80 سنة، على خلفية شكاية مغرضة قدمتها وزارة الداخلية ضده لأنه عبّر عن رأيه في البوليس السياسي السري التابع لها و الذي تطال يده غالبية مؤسسات الدولة، يعتبره زيان هو المسؤول عن كل الخروقات الحقوقية في حق سجناء الرأي و الصحفيين و السياسيين، هو الآن يقبع في السجن متمسكا بكل مواقفه، لم أرى رجلا قويا مثله في هذه الظرفية التي يعيشها المغرب و التي تتحكم فيها أقلية استحوذت على الدولة و تقرر في مصيرنا.

 

الحرية لمحمد زيان و لكل المعتقلين السياسيين ..

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات