عن وزير العدل في حكومةالمغرب!
عبدالنبي التليدي
حديث: “رحم الله عبدا قال خيرا
فغنم أو سكت عن سوء فسلم”
(رواه ابن المبارك وحسنه الألباني)
على ضوء هذا الحديث الشريف وعلى ضوء كثير من القيم في الدين والأخلاق ، الا يعتبر ما صرح به السيد وزير العدل في حكومة المغرب الى بعض المواقع الإلكترونية على ضوء النتائج التي تمخضت عن مباراة لاهلية المحاماة ، تبجحا على شعب منهك ماديا ونفسيا قهرته سياسة هذه الحكومة جراء الإجراءات القاسية والظالمة التي نفذتها في حقه حتى أصبح جله قاب قوسين او اقرب من عتبة الفقر المدقع، ومن أكثر المجتمعات معاناة وضياعا سياسيا واجتماعيا رغم ثرواته الهائلة لكنها محتكرة من قبل اقلية من الاغنياء عن طريق الاثراء الغير مشروع ،على حساب الغير الذي ما أن حصل على حقيبة وزارة العدل حتى قام بسحب مشروع في شأنه من أمام لجنة التشريع في البرلمان التي كانت بصدد مناقشته ومن تم التصويت عليه ما اثار الشك في نواياه والريبة في سياسة الحكومة التي ينتمي اليها يراسها الملياردير عزيز اخنوش الذي سارع بدوره إلى هيكلة جديدة لوزارته غيب فيها مكتبا كان مهتما بمحاربة الفساد ؟
والا يعتبر تصريح الوزير غرورا يثير الاستغراب بل والاستهجان ،لأن المعني به وزير في العدل ومسؤول وشخصية عامة ومحامي يا حسرة عليه التزامات قانونية وواجبات عليه عدم تجاوزها، ومنها عدم التصريح بما من شانه اثارة المشاعر السيئة في نفوس المواطنين أو استفزازهم بما لا موجب له من تصريحات ومواقف مستلهمة من ” فقه المعارك ” حسبما وصفت به ، غير مقبولة لأنها مستفزة خاصة لتلك الفئة من المغاربة “اللي آباءهم غير اغنياء مثله ” ما يمنعهم من تدريس أبنائهم في كندا عكس ما استطاعه هو لصالح ابنه لانه غني” باه غني قراه في كندا ونجح في المحاماة “حسبنا عبر علنا وأمام وسائل الإعلام دون تقدير منه لواجب التحفظ ! ليبقى الاحباط والياس والمجهول مصير فئة عريضة من الذين درسوا وسهروا الليالي وحصلوا على شواهد عليا و الموت البطيء (البطالة)، ولا يجدون رحمة ولا شفقة الا في بطون حيتان البحر الأبيض المتوسط او المحيط الأطلسي!
اليس من واجب هذا المسؤول الحكومي والحالة هذه انه رجل قانون وحتى يبرئ ذمته مما شاب مباراة اهلية ولوج المحاماة وما أثير حولها من شكوك وتساؤلات، بل واتهامات مباشرة إن يستجيب لمطلب فتح تحقيق في المباراة الذي طالب به المتبارون الذين احتجوا أمام البرلمان واباؤهم واولياء أمورهم وكثير من المواطنين بالإضافة إلى برلمانيين من تحت قبة ممثلي الامة انسجاما مع الدستور الذي يعتبر اسمى تعبير عن ارادة الامة ؟
أمام هذا وغيره مما سبق من تصريحات مثيرة وأقوال غريبة في الشان العام صادرة عن وزير العدل التي لم تبق غريبة على الجميع كنت اتحاشى التعليق عليها لأنني اومن بالقول الماثور “أعمال العقلا منزهة عن العبث ” وبالسيد وهبي الوزير والمحامي والأمين للحزب أكثر تعقلا من غيره أو ذلك ما يجب أن يكون على الأقل!
هل ابقى السيد الوزير على تلك الامال الوردية في وعود حزبه ومن معه من “زعماء احزاب” وما هم بزعماء ولا هي باحزاب ، اثناء الانتخابات العامة المثيرة للجدل ، تلك الوعود التي كذبتها الايام والتصريحات العجيبة والاجراءات التي يتم تنفيذها ضد الشعب لا مسوغ لها الا الرغبة في” إعادة تربية المغاربة ” من خلال تجويع وتفقير وتكميم أفواه المغاربة ومن اجل المزيد من اغناء الاغنياء، تلك الوعود التي ادعاها ورئيسه في حكومة ما بعد انتخابات سبتمبر 2021 أو على الأقل على ذرة من تلك الامال في نفوس الشعب الذي كلما ابان عن صبره وتبصره كلما أظهرت حكومته عكس ذلك ؟.