الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

زهـران ممداني..

وجه التغيير في نيويورك وأول مسلم يتولى عمادتها

 

 

 

 

شهدت نيويورك حدثًا تاريخيًا بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي زهـران ممداني بمنصب عمدة المدينة في الانتخابات التي جرت في الرابع من نوفمبر 2025، ليصبح بذلك أول مسلم يتولى هذا المنصب، وأحد أصغر القادة سنًا في تاريخ المدينة، إذ لم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره.

 

يمثل هذا الفوز لحظة فارقة في المشهد السياسي الأمريكي، إذ يعكس تحولًا داخل الحزب الديمقراطي نحو التيار التقدّمي الذي يضع العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية في صلب أولوياته. فقد خاض ممداني حملته الانتخابية تحت شعارات تركز على خفض تكاليف المعيشة، وإصلاح قطاع الإسكان، وتوفير مواصلات عامة مجانية أو ميسرة، إلى جانب فرض ضرائب أكثر عدالة على الشركات الكبرى لتمويل الخدمات العامة.

 

من أوغندا إلى نيويورك

 

وُلد زهـران كوامي ممداني في العاصمة الأوغندية كمبالا عام 1991 لعائلة من أصول هندية، قبل أن تهاجر أسرته إلى جنوب أفريقيا ثم إلى الولايات المتحدة، حيث نشأ في مدينة نيويورك وتخرّج من مدرسة “برونكس للعلوم”، قبل أن يحصل على شهادة في “دراسات أفريقيا” من كلية “بودوين” بولاية مين.

عمل بعد تخرجه في دعم الأسر المهددة بفقدان مساكنها في كوينز، وهي التجربة التي صقلت وعيه الاجتماعي والسياسي، لتفتح له لاحقًا أبواب العمل العام. عام 2020 انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك ممثلًا عن منطقة أستوريا، ليصبح من الأصوات التقدمية البارزة في الحزب الديمقراطي.

 

صوت العدالة والكرامة

 

عرف ممداني بمواقفه الجريئة في قضايا الحقوق المدنية والعدالة الاقتصادية، لكنه أيضًا لفت الأنظار بموقفه الواضح من القضية الفلسطينية، التي وصفها بأنها “امتحان أخلاقي للعدالة العالمية”.

فقد أيد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS) ضد إسرائيل، معتبرًا إياها وسيلة سلمية للضغط من أجل إنهاء الاحتلال، ووصف السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين بأنها شكل من أشكال “الأبارتهايد”. وفي الوقت ذاته، دعا إلى سلام قائم على الحقوق المتساوية للجميع، مؤكدًا أن العدالة لا يمكن أن تكون انتقائية.
هذه المواقف جعلته عرضة للانتقاد من بعض الدوائر السياسية والإعلامية في نيويورك، لكنها أيضًا أكسبته احترامًا واسعًا في الأوساط المؤمنة بالعدالة وحرية التعبير.

 

بداية مرحلة جديدة

 

بفوزه في سباق العمادة، يفتح زهـران ممداني صفحة جديدة في تاريخ نيويورك، المدينة التي تُعد رمزًا للتنوع الثقافي والديني. فهو لا يمثل فقط خلفية جديدة في القيادة، بل كذلك رؤية مختلفة تُعيد السياسة إلى جوهرها الإنساني، وتمنح الأمل لجيل يبحث عن مدينة أكثر عدلاً وشمولًا.

وسيتولى ممداني رسميًا مهامه في يناير 2026، وسط توقعات كبيرة بمواجهته تحديات اقتصادية وإدارية ضخمة، لكنها أيضًا لحظة اختبار لمشروعه الطموح في تحويل نيويورك إلى نموذج لمدينة تضع الإنسان في قلب القرار.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!