الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

افتتاح مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بأسلوب جدير بعراقة مهرجان بلغ دورته الثلاثين

 

ليلى الشافعي/المغرب 

 

 

افتتحت  يوم 26 أكتوبر بسينما إيسبانيول بتطوان أشغال مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي يحتفي هذه السنة بذكراه الثلاثين، بلوحة جميلة رسمتها عضوات كورال موازين تطوان، الذي تغلب عليه نساء مدثرات بالأبيض والأحمر، واللواتي صدحت بأصواتهن المتناغمة مع أصوات الرجال، بأغان أندلسية رائعة، أشعلت صدور الجماهير الغفيرة الحاضرة، وكان ذلك طبعا بعد النشيد الوطني الذي تم إلقاؤه بطريقة فريدة في تميزها.

 

وكانت كلمة رئيس مؤسسة المهرجان، السيد أحمد حسني الموجزة، مرحبة بمختلف الحاضرين من مخرجين ومنتجين وصحافيين فضلا عن السلطات المحلية الحاضرة من عامل المدينة ورئيس مجلسها البلدي وسلطاتها المحلية، ومذكرة بإنشاء المهرجان منذ 1995.

 

بعدها تم عرض أقوى اللحظات التي عرفتها الدورة السابقة، قبل تكريم المفكر والناقد نور الدين أفاية، الذي قال في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن أهم حدث وقع هذه المرة، هو بلوغ المهرجان ذكراه الثلاثين، معتبرا إياها سابقة في المهرجانات السينمائية في المغرب، إذ أقصى ما بلغة مهرجان كمهرجان اخريبكة مثلا هو الدورة 25، مشيدا بالنخبة التي أسسته.

 

وتحدث عن تطوان كقبلة ثقافية استطاعت جلب مختلف النخب السياسية والثقافية. وبعد عرض مبتسر عن تاريخ تطوان ومكافحته للاستعمار الإسباني بواسطة رجالات الحركة الوطنية كعبد الخالق الطريس مثلا، عرج على قيام نخبة من المثقفين والمبدعين كانت منخرطة في نادي سينمائي بتطوان قبل 1995، على تأسيس هذا المهرجان الذي بات قبلة لمختلف السينمائيين المتوسطيين.

 

واستطرد أنه بعد تنامي قوى اليمين المتطرف في أوروبا، وفقدان دول أوروبا لروحها، عملت نخب أخرى غير مستعدة للتخلي عن إنسانيتها؛ ومن بين هؤلاء النخب السينمائيين، الذين بادروا، هنا وهناك من المتوسط، إلى تنظيم لقاءات ضمن مهرجان تطوان السينمائي، خالصا إلى القول: يكفي النخبة التي أشرفت على المهرجان، أن تبلغ اليوم دورته الثلاثين.

 

بعد ذلك، تم التعريف بعشرة أفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، وأربعة أفلام المفضلة، وذلك قبل تقديم لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الرسمية والتي تتكون من المخرج وكاتب السيناريو الفرنسي ليوناردو دي كوستانزو كرئيس للجنة المكونة من المخرج المصري أمير رمسيس والمخرجة المغربية أسماء المدير والمخرج والممثل الفرنسي سيرج باربوشيا والمنتجة البرتغالية إيزابيل ماتشادو.

 

كما تم تقديم لجنة النقد “مصطفى المسناوي” المكونة من الناقد السينمائي سيدريك ليبين والإعلامية والناقدة المغربية فاطمة الإفريقي والإعلامي والناقد الإيطالي فديريكو بونتيجيا هذا فضلا عن تقديم لجنة تحكيم محترفات تطوان لدعم السيناريو قيد التطوير وهي تتألف من الكاتب والمفكر المغربي نور الدين أفاية، والكاتبة وكاتبة السيناريو الفلسطينية ليالي بدر والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الإسباني إغناسيو فويلطا والمنتج الألماني كريستوف طوك؛ هذه اللجنة التي ستنظر في 19 مشروع تطوير سيناريو، وهي عبارة عن سيناريوهات وضعها عدد من المخرجين وكتاب السيناريو المكرسين على امتداد حوض الأبيض المتوسط.

 

وعزف على آلة الساكسوفون الفنان إيهاب الغايبة الذي أبهر الجمهور بعزفه على خلفية صور جميلة لمغرب اليوم تتداعى خلفه في مشاهد مثيرة جماليا. وقد عزف موسيقى أغنية “أبنت بلادي سلبوني عينيك” لعبد الصادق شقارة وأغنية وموسيقى “حبيب القلب كولي واش كتبغيني” وموسيقى فيلم “تيتانيك” وموسيقى بعض الأفلام الأخرى. وكان لهذه الفقرة بجمالها اللامتناهي وقع خاص على المتلقين.

 

بعد ذلك أوفت لحظة الاعتراف بقامتين كبيرتين، إحداهما من المغرب وهو المخرج المغربي نبيل عيوش الأخرى لفنان تقاطعت في شخصيته الانتماء لأكثر من بلد عربي (السعودية، فلسطين، الأردن ومصر) وهو الفنان إياد نصار.

 

وقدمت القامة الأولى الكاتبة والمخرجة وشريكة حياة نبيل عيوش، السيدة مريم التوزاني، التي تحدثت في حميمية قائلة إن معرفتها الأولى بنبيل أو بالأحرى أحد أفلام نبيل، كانت وهي ما توال طالبة في إسبانيا، حيث شاهدت شريطه السينمائي “علي زاوا” وتأثرت بأحداثه وبالشكل الذي عبر به عن واقع لم يكن يخطر لها ببال. بعد عدة سنوات، وأثناء اشتغالها بالصحافة، تعرفت على مخرج الفيلم أثناء حوار صحافي أجرته معه، فأحبا بعضهما. وتحدثت كثيرا عن الإلهام الذي شعرت به وهي رفيقة حياة عيوش، الذي ألهم كثيرين غيرها وأنها سعيدة بهذه المفاجأة التي أنارت حياتها.

 

أما نبيل عيوش، فقال إنه حضر المهرجان في دورته الأولى سنة 1995، وكان يومها مخرجا شابا في حوزته بضعة أفلام قصيرة. وأنه لم يغادر الفندق لأنه كان مريضا وبه حمى، وأنه في صباح اليوم الموالي، وجد لديك سيناريو شريطه الطويل الأول مكتملا.

 

وقال أنه ملتزم مع مؤسسة “علي زاوا” بكل ما يهم البؤساء من أطفال الشوارع وغيرهم، مشيرا إلى أنه في ظل هذا القبح الذي يعرفه العالم من ظلم ومعاناة ومجازر، فإنه يحاول أن يرى الجمال ثم توجه إلى زوجته قائلا: ” بفضلك حبيبتي وبفضل مساعدتك أصبحت أرى كل ما هو جميل. لقد كنت أعتقد أنني أنتمي إلى عائلة السينما، لكنني صدمت بعد فيلمي “الزين اللي فيك”. وقد ساعدتني إيجابيتك في تجاوز الكثير من المطبات وسهلت لي الحياة، فأنجبنا بذلك أطفالا كثيرين، من بينهم طفلنا الموجود بين الجمهور (وأشار بأصبعه إل أحد الأطفال وسط الجمهور).

 

وقد قدم له ذرع التكريم مدير المركز السينمائي المغربي محمد رضا بن جلون.

 

أما بخصوص إياد نصار، الذي عرف مسارا فنيا متوهجا بعد أن مثل في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي، فقد قدمته سارة الركراكي نائبة المدير التنفيذي للمهرجان، قائلة إنه فنان دائم التألق، يختار أعماله بعناية، وأن شغفه الأول كان بالفن التشكيلي قبل أن ينتقل إلى التمثيل في التلفزيون والسينما.

 

واستطردت أن اسمه لمع في تنقله برشاقة بين مختلف الأنماط السينمائية، هذا فضلا عن حرصه على استثمار صورته في خدمة قضايا إنسانية عديدة.

 

وفي كلمة له، تحدث الفنان إياد نصار عن مدى سعادته لتواجده في مدينة تطوان وفي الدورة الثلاثين لمهرجانها السينمائي، كما شكر الجمهور الحاضر. وقد سلمه درع التكريم رئيس مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط السيد أحمد حسني.

 

وتم عرض فيلم الافتتاح، وهو شريط إيطالي يحمل عنوان “سارق الأطفال” لمخرجه جياني أميليو، وهو يحكي عن امرأة من سيسيليا تعيش في ضواحي مدينة ميلانو، تتهم بأنها تجر ابنتها، ذات الأحد عشرة سنة، إلى عوالم الدعارة. يكلف الدركي بمرافقة الفتاة وأخوها إلى ملجأ تابع للكنيسة، لكنهما لم يرحب بهما هناك، فاضطر أنطونيو للرجوع بهما إلى سيسيلسا وإيداعهما بمعهد متخصص.

 

تجدر الإشارة إلى أن أفلام المسابقة العشرة هي الفيلم الإيطالي “عروسة الجبال” لماورا ديلبيرو، والفيلم المغربي “المرجا الزرقا” لداوود أولاد السيد، والفرنسي “موسيقى تصويرية لانقلاب” لجوهان كريمونبري والتركي “لعبة منزلية” لأوميت أونال والإيطالي “الوقت اللازم” لفرانسيسكا كومينتشيني والإسباني “لا غيتارا فلامينكا دي ييري كورتيس” لأنطون ألفاريس والفرنسي “المملكة” لجوليان كولونا والإسباني “حيوان ثديي” لليليانا طريس والمغربي “سوناتا ليلية” لعبد السلام الكلاعي والتركي “فكرة” لطيفون بيرسيليموغلو.

 

كما أن الأربعة أفلام “المفضلة” أو “خفقة قلب” كما ورد في وثائق المهرجان، هي الفيلم الإسباني “السلام عليك يا مريم” لمار كول والفرنسي التونسي القطري “سودان يا غالي” لهند المؤدب، واليوناني، الدنماركي والانجليزي “نحو أرض مجهولة” لمهدي فليفل والتونسي الإيطالي “عصفور الجنة” لمراد بن الشيخ.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!