الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مدريد تلغي برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في مدارسها الرسمية

 

 

الفينيق ميديا- برشلونة

 

 

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلنت حكومة إقليم مدريد عن قرارها إلغاء برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس الرسمية، بدءًا من العام الدراسي المقبل 2025/2026. هذا البرنامج، الذي يعود تنفيذه إلى نحو عقد من الزمن، كان يُنفَّذ بالتعاون بين وزارة التعليم الإسبانية والمؤسسة الملكية المغربية للحسن الثاني، بهدف دعم أبناء الجالية المغربية وتعزيز الارتباط اللغوي والثقافي بينهم وبين بلدهم الأصلي.

 

القرار جاء عبر إخطار رسمي وجّهته حكومة مدريد إلى وزارة التعليم الإسبانية، موضحة فيه أنها “لن تستمر في المشاركة في البرنامج”، مرجعة ذلك إلى ما وصفته بـ”غياب الضمانات الكافية” و”وجود اختلالات إدارية وهيكلية خطيرة” في تنفيذ البرنامج. ووفقًا لما أكدته السلطات الإقليمية، فإن المدرسين يُرسلون مباشرة من المغرب دون إشراف أو تقييم من طرف الجهات التعليمية الإسبانية، وسط غياب معلومات واضحة حول مؤهلاتهم الأكاديمية والتربوية، فضلاً عن افتقار البرنامج لآليات رقابة فعّالة وشفافة.

 

وفيما برّرت مدريد قرارها بمخاوف تتعلق بالجودة التعليمية والرقابة المؤسسية، اعتبر كثيرون أن الخطوة تحمل أبعادًا سياسية وخلفيات أيديولوجية، خاصة في ظل تصاعد الخطاب اليميني المعادي للمهاجرين وثقافاتهم. وقد طالب حزب “فوكس” اليميني المتطرف مرارًا بإلغاء هذا البرنامج، واصفًا إياه بأنه “أداة للتمييز الثقافي” و”تهديد للتماسك الاجتماعي”.

 

من جانبها، أعربت جهات مدنية ومنظمات من المجتمع المغربي والإسباني عن استيائها من القرار، معتبرة أنه لا يستهدف فقط مضمون البرنامج بل يطال أيضًا حق الأطفال من أصول مغربية في التعلّم بلغتهم الأم ومعرفة ثقافتهم الأصلية ضمن إطار تربوي منظم ومعترف به رسميًا. كما أبدت هذه الأطراف خشيتها من أن يتكرر القرار نفسه في أقاليم إسبانية أخرى، مما قد يؤدي إلى تهميش إضافي لشريحة واسعة من التلاميذ المنحدرين من أسر مهاجرة.

 

يُذكر أن برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية كان يُنفّذ في أكثر من 70 مدرسة في مدريد وحدها، ويستفيد منه مئات الأطفال سنويًا. ومع قرار الإلغاء، تُطرح أسئلة عديدة حول البدائل الممكنة، ومستقبل تعليم التنوع اللغوي والثقافي في المدارس الإسبانية، في ظل سياقات اجتماعية وسياسية متوترة.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!