ضعف التكوين و التأطير في مواجهة الأزمات الاجتماعية المعقدة ، سيؤدي بمغاربة اسبانيا الى الاضطهاد
الحسين الفاتش/اسبانيا
تهديد زعيم تيار الفاشيين الاسبان بترحيل الملايين من المهاجرين المقيمين على الأراضي الاسبانية بمن فيهم حملة الهوية الاسبانية وفئات المنحدرون من الجيل الثاني، لايحتاج فك “لغز” حقيقة الجهة المعنية بهذا الاجراء التطهيري الشامل الذي لن نجد له نظيرا سوى في سجل النازية الالمانية، لا الى استفتاء المنجمين ولا الى الاستعانة بقراء الطالع، فزعيم حزب فوكس منذ أن أشرف ستيف بانون المستشار السابق لدونالد ترامب كبير النازيين الذي علمهم السحر، على ولادة حزبه بعملية قيصرية، لم يفتأ أن يجعل من المهاجر المغربي عدوه اللذوذ الذي شن ويشن عليه بلا هوادة نفس المعارك وبنفس الضراوة التى خاض عليها الدون كيخوطي حربه المقدسة على طواحين الهواء بمنطقة كاستيا لامانشا في وقت من تاريخ اسبانيا وفق سردية سرفنتيس العظيم، هذا ،بالرغم من اسهام اليد العاملة المغربية في انتاج الثروة الوطنية بنصيب وافر معترف به من طرف ارقام الدوائر الاسبانية المختصة، تلك الثروة التي يعتاش عليها زعيم حزب فوكس وإمثاله من رواسب الفكر الفرنكاوي الفلنجي المتكلس الذين تشكل معاداة الانسان المغربي قاسمهم المشترك .
زعيم حزب اليمين النازي واحد من الساسة الاسبان الفاشلون الذين يغتنون من السياسة، تقول بيانات سيرته العملية أنه لم يساهم في صندوق الضمان الاجتماعي ولو يوما واحدا.
صحيح أن الجالية المغربية المقيمة باسبانيا تعاني من سوء التأطير إضافة الى عجز مزمن عن انتاج خطاب في مستوى التحديات التي يطرحها خطاب التشنيع والتشهير بجاليتنا وذلك نتيجة لعدة عوامل سلبية منها الذاتي والموضوعي لايتسع المجال لحصرها، فمعنى أن يجرؤ هذا السياسي التافه على احتقار قدر المغاربة بهذا الصلف الذي يتخطي كل الخطوط الحمراء ويتجرأ على الحاق الاهانات تلو الاهانات بجالية مغربية يناهز تعداد أفرادها في اسبانيا زهاء المليون نسمة، نسبة عالية من تعدادها هم حملة الهوية الاسبانية ويتكرر هذا التحدي السافر في كل محطة يكون فيها زعيم فوكس بصدد البحث عن صوت انتخابي يرمم به تهاوي شعبيته لدى الرأي العام ، كما هو الحال في اللحظة الراهنة حيث ذهب أبعد من تهديد المغاربة بالترحيل، عندما دعا بكل صلف وعنجهية وبصراحة وجرأة جحافل الغوغاء وفئات الهوليكنز والمهمشون وأصحاب السوابق والمبحوث عنهم من طرف القضاء بكل أرجاء أروبا الى النفير و شن “ملحمة ” قنص جماعية في حق المهاجرين المغاربة واقتلاعهم هم وابناؤهم من عقر ديارهم التي اقتنوها بعرق جبينهم، مندون إعارة أدنى اعتبار لهويتهم الاسبانية ولحقوقهم المكفولة بالدستور ،،، هنا يطرح سؤال عريض على دور ومسؤولية قوى الأمن الاسبانية ومعها مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية على اختلاف ايديو لو جياتها: أليست هذه دعوة صريحة من شخص مسؤول الى ابادة جنس بشري ؟ لماذا لا تتحرك الجهة الأمنية المختصة في اتجاه وضع سانتياكو أباسكال على سكة الطريق نحو محكمة الجنائية الدولية حيث يحاكم كما حوكم أمثاله من المجرمين مرتكبو المجازر المروعة ؟
صحيح أن جاليتنا تقف عاجزة بلسانها الأخرس العاجز !!! وصحيح أيضا أن الوقائع والتجربة كشفت عن وجود “تسلل” واسع لايديولوجية اليمين العنصري داخل جسم قطاعات واسعة من مؤسسات الدولة مثل قطاع الأمن، لكن وفي كل الحالات ان كان هناك من أحد يجب أن يلام، على وجود هذا القدر الكبير من خذلان الجالية المغربية المقيمة باسبانيا فهم اولائك الذين لا أهلية لهم في تولي مهمة الدفاع عن قضيتنا ورغم معرفتهم بحقيقة عدم أهليتهم تلك يتموقعون بمكان ليس مكانهم.
هؤلاء لهم يد في إلباسنا كل هذه المذلة وهذا العار ..عار الهزيمة والاستسلام ورفع الراية البيضاء عوض المقاومة …
نعم من تجب مساءلتهم هم أولائك الذين يتسابقون على الظهور أمام الكاميرات وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة كما شاهدنا في بلدة طوري باشيكو و قبلها وبعدها…حشد من أدوات متجاوزة عاجزة فاشلة لاتتحرك الا وفق تعليمات وفي حدود مساحة ضيقة من الحرية في أخذ زمام المبادرة ! هذه الأدوات شاهدنا كيف وقفت وقوف الخانع المستسلم العاجز عن أن يعتلي منبرا يتحدث فيه بلغة أهل البلد يسمعهم مايجب ان يسمعوه من حقائق هم يحاولون اخفاءها واخفاء ما هو عار….عارهم هم أو sus verdaderas vergüenzas.