حكومة الكفاءات أم حكومة “الفراقشية”
البدالي صافي الدين/المغرب
” الفراقشية” مصطلح شعبي استعمله أهل البادية و الفلاحون و الكسابون منذ زمن بعيد . ذلك بأن “الفراقشية ” كانوا يصفون بها العصابات من لصوص يسرقون الأبقار و الأغنام و أحيانا الخيول و البغال تحت جنح الظلام. و لهذه العصابات طرقها الخاصة لتنفيذ العملية، إذ يعتمدون على أشخاص لهم علم بالفلاحين و الكسابين الذين يملكون الماشية من حيث العدد و الأصناف، بل حتى مكان الولوج إلى الإسطبلات، و يقوم الفراقشية بعملية السرقة ليلا،وغالبا ما تكون ناجحة. حتى أن مصطلح ” الفراقشية” أصبح مرادفا للإرهاب النفسي و الخوف على الأرزاق.
الشعب المغربي وصف هذه السنة بـ “الفراقشية” أولئك الذين استولوا على 13الف مليار سنتيم مخصصة للدعم من أجل استيراد رؤوس أغنام بمناسبة أضحية عيد الأضحى سنة 2024 و من أجل استقرار في الأسعار حتى تظل مناسبة للقدرة الشرائية لكافة الأسر المغربية، و أيضاً من أجل الحفاظ على القطيع.لكن العملية الاحتكارية كانت هي الحاضرة، إذ ظلت الأسعار في الارتفاع وأن الذين استفادوا من الدعم ومن الإعفاءات الجمركية راكموا أرباحا غير شرعية على حساب الشعب المغربي، حيث كان نصيب لكل واحد منهم ما يقارب 80 مليار سنتيم في ظرف وجيز وفي جنح الظلام في غفلة من الشعب المغربي.
إنها عملية “الفراقشية” بامتياز. و لم تجد الحكومة أي جواب مقنع و واقعي بالنسبة لهذه السرقة الموصوفة،لأنها من تدبيرها و تخطيطها، لأنها حكومة الكفاءات، و لأنها حكومة المصالح وتضاربها. و إنه بالرغم من الأخبار المتضاربة عبر بعض المواقع الإخبارية بأن الشرطة القضائية تبحث في الموضوع و تستمع إلى المستفيدين من هذه الصفقة و إلى كل من ورائها ، فإنه و لحد الساعة لم تظهر نتائج تنصف الشعب المغربي و تسترجع الخزينة العامة للدولة الأموال المنهوبة .و يبقى ما يروج من أخبار من باب تضليل الرأي العام الوطني والدولي و تهريب الجريمة من أجل الإفلات من العقاب. و من تم يدخل مصطلح الفراقشية إلى قاموس جرائم الأموال في البلاد /المغرب، و ربما قد يندرج كمصطلح في القاموس السياسي للمنظمة العالمية لمكافحة الفساد.
