الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

اللحظة الجنوب افريقية : الابادة الجماعية قد تنهي اسرائيل .

 

 

مقال بقلم خورخي راموس تولوسا استاذ التاريخ المعاصر بجامعة فلنسيا ومتخصص في شؤون فلسطين واسرائيل .

 

 

 

ترجمة وتوضيب: الحسين فاتش/اسبانيا

 

 

وتظل الأحداث الأخيرة تظهر لنا ان النظام الاستعماري الاسرائيلي اصبح غير قابل للاستمرار على نحو متزايد.لقد استمرت معظم الاتجاهات التي لاحظناها في صيف عام 2024 بل وتكثفت: الانقسام الاسرائيلي الداخلي،والكارثة الاقتصادية ،ونجاحات حركة المقاطعة BDS ،وسحب الاستثمارات ،وفرض العقوبات ،والعجز العسكري عن انهاء المقاومة ،وبالطبع اعظم حلقة من التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني ،مقابل اسوأ صورة عامة في تاريخ اسرائيل .

 

وفي خضم الرعب الإبادي المرتكب في حق الشعب الفلسطيني ،ربما تكون اللحظة الجنوب افريقية التي تعيشها اسرائيل على وشك ان تقترب الى ذات النقطة المفصلية التى ادت الى سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا،حيث نجح الجمع بين المقاومة الداخلية ضد النظام الاستعماري (الجمع بين النضال المسلح وغير المسلح وكلاهما شرعي بموجب قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة ،مثل (القرار 3070والقرار 3246،والقرارات 35/35،و37/43،و38/17او القرار 45/130)إضافة الى الضغط الدولي من خلال حملة حركة المقاطعة مما ساهم في انهاء نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا في تسعينيات القرن العشرين ،وربما يشهد نظام الفصل العنصري الاسرائيلي لحظة تاريخية مماثلة بسب مجموعة من العوامل المماثلة.

 

في عام 1966،اعترف هندريك فيرورد (رئيس وزراء جنوب افريقيا في فترة الفصل العنصري ،بان اسرائيل على غرار نظام جنوب افريقيا ،هي دولة فصل عنصري ،وفي عام 1967,اعلن الزعيم الصهيوني (ديفيد كرون ) الذي مثل العديد من المستوطنين الصهاينة قام بتغيير اسمه عند وصوله أرض فلسطين ليصبح (بن كوريون) انه اذا لم تتخلص اسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967ومن سكانها العرب فإنها ستصبح نظام فصل عنصري ،ومن الجذير بالذكر ان اسرائيل في عهد نظام الفصل العنصري ،تعاونت بشكل وثيق مع حليفتها جنوب افريقيا الى درجة ان اسرائيل عرضت على هذه الأخيرة الأسلحة النووية !.

 

ومن جانبه كان نيلسون مانديلا هو الذي صرح في عام 1990 ضمن عديد الخطب التي القاها دعما لكفاح لشعب الفلسطيني قائلا :إذا كان على أي شخص ان يشير الى اي من الاطراف باعتبارها دولة ارهابية ،فيمكنه الإشارة الى الحكومة الاسرائيلية ،لانها هي التي تذبح العرب العزل والابرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة ،كما ذكر (ماديبا ) أيضا ان الامم المتحدة اتخذت موقفا حازما ضد نظام الفصل العنصري وعلى مر السنين كما تم التوصل الى اجماع دولي ساعد في وضع حد لهذا النظام الظالم،،،لكننا يضيف نلسون مانديلا :نعلم جيدا أن حريتنا في جنوب افريقيا لن تكتمل الا بحرية الفلسطينيين !!!

 

يعد كل من نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا ونظام الفصل العنصري الاسرائيلي نسختين مختلفتين من الاستعمار الاستيطاني ،وهناك مجموعة من الدراسات الاكاديمية تربط الظاهرتين ارتباطا وثيقا ،وبالطبع تساعدنا كل هذه العوامل على فهم سبب قيام جمهورية جنوب افريقيا برفع دعوى امام محكمة العدل الدولية بتاريخ 29 دجنبر 2023 بسبب انتهاكات اسرائيل لاتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة عليها ،لقد أصبحت الاتفاقية رمزا تعرف به الشعوب والحكومات في الجنوب العالمي مما يظهر ان فلسطين هي قضية الجنوب العالمي ،وفي الواقع أصبحت القضية الفلسطينية قضية الانسانية كما قال ذلك غسان كنفاني قبل اغتياله مع ابنة اخيه عام 1972 بسيارة مفخخة تابعة لجهاز الموساد الاسرائيلي.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!