إما المواجهة أو الاستسلام : لا خيار للعرب أمام ترامب ونتنياهو
الحسين فاتش/ اسبانيا
تمر القضية الفلسطينية ومعها عديد النظام الرسمي العربي في الوقت الحاضر بأوقات عصيبة غاية في الخطورة والتعقيد، منذ عودة دونالد ترامب الى سدة الحكم بالولايات المتحدة، خاصة على إثر كشفه عن مخططه الخبيث تجاه سكان غزة القاضي باقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه واعادة توطينه قسرا ببعض البلدان العربية مثل مصر والأردن أو السعودية …
بداية، ماكان للرئيس الأمريكي ترامب أن يتجاسر ويكشف بكل وقاحة وعنجهية عن أنه سوف يستفرد بقطاع غزة أرضا وشعبا لولا معرفته المسبقة بأن لا أحد في صف الأنظمة الرسمية العربية الاستبدادية سيقف حائلا أمام هذا المخطط الخطير اذ أن معظم تلك الأنظمة بطبعه يعادي المقاومة في غزة، كما يعادي حاضنتها الشعبية .
وفي ذات السباق لم يكن لترامب أن بجرؤ على مخاطبة الأنظمة السياسية بالبلدان العربية التي ينوي توطين
أهل غزة بها، بلغة كلها استعلاء وكبرياء وصلف، لولا يقينه بأن تلك الأنظمة سوف ترضخ في السر لاملاءاته مهما مانعت في العلن ! لكونها أنظمة غير منتخبة، عاجزة، كل همها ينصب على الحفاظ على مصالحها الذاتية التي تتقاطع فيها مع أمريكا ومع اسرائيل .
أما الشعوب العربية فحالها غير خاف على ترامب فهي شعوب غارقة في الصراعات الهامشية التي تفتعل لها،و تدفع لخوض المعارك البئيسة التي تتواجه فيها الجماعات المؤدلجة ضد الجماعات الغير المؤدلجة، والمستذهبة ضد الجماعات الغير المستذهبة، والطائفية ضد الغير الطائفية، والنتيجة أن مفعول الشعوب مبطل سلفا .
جذوة المقاومة مشتعلة في فلسطين، لن تنطفئ مهما ترتب عن كبوة النظام الرسمي العربي من عواقب وخيمة، وبذلك وحذه تطمئن قلوبنا!