اليوم العالمي لحقوق الإنسان
بقلم عبد الرفيع التليدي
استاذ بجامعة ليريدا – اسبانيا
يتم الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل سنة لإحياء ذكرى إعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقرته و إعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 217 أ (ثالثًا) في 10 ديسمبر 1948. ويهدف هذا الإحتفال إلى التذكير بأهمية حقوق الإنسان وتعزيز حمايتها وتطبيقها في جميع أنحاء العالم.
و تجدر الإشارة إلى أنه خلال هذا اليوم تقام أنشطة مختلفة و متنوعة مثل عقد المؤتمرات والمناظرات والمظاهرات وحملات التوعية و برامج خاصة في و سائل الاعلام بجميع انواعها، بهدف رفع مستوى الوعي بحقوق الإنسان وضرورة مكافحة الظلم والتمييز و إنتهاكات حقوق الإنسان في مختلف دول العالم. كما أنه يشكل فرصة للإعتراف بمجهودات المدافعين عن حقوق الإنسان وتذكير الجميع بأن الكرامة والحرية والعدالة ضرورية لجميع الناس، دون التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو أي شرط آخر.
ومن الواضح أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمواده الثلاثين يشكل إعلاناً عاماً يشمل الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية. ومن خلال هذا الإعلان و المطالبة بتطبيق حقوق الإنسان هذه، يصبح من الضروري قبول و إحترام حقوق الآخرين وحماية ودعم الأشخاص الذين يعانون من سوء المعاملة أو الحرمان من بعض حقوقهم الإنسانية. إن قبول هذه المسؤوليات يعني المطالبة بالتضامن مع جميع الأشخاص الآخرين و الحفاظ على حقوقهم المشروعة و المكتسبة في جميع المجالات و أن تكون دائماً و ابدأ موضوعاً للنقاش تفادياً لبعض الإنزلاقات و بعض التجاوزات التي قد تقع هنا و هناك من حين لآخر. إن الإعتراف بأهمية وجود حقوق الإنسان يحيلنا إلى مسألتين أساسيتين: المساواة في الحقوق لجميع الناس و الحفاظ على كرامتهم داخل أي مجتمع كيفما كان نوعه. و هما أمران مهمان لأي خطاب حول حقوق الإنسان بل يشكلان العمود الفقري له.
إن أهم جوانب حقوق الإنسان تشمل الكرامة الإنسانية والحرية والمساواة والعدالة والحماية من التعذيب والمعاملة القاسية والإستغلال بجميع انواعه. كما أنها أساسية لأي مجتمع لأنها تضمن لجميع المواطنين العيش بكرامة وحرية ومساواة. و بطبيعة الحال فإن تعزيز هذه الحقوق والدفاع عنها يعتبر أمر ضروري لخلق مجتمع عادل و مزدهر وسلمي حيث يمكن لجميع المواطنين أن يعيشوا بأمان و أن ينعموا بالحرية و الطمأنينة و الراحة والهناء.