دراسة السلوك الإنساني علميا. (الجزء الأول)
المعانيد الشرقي ناجي – المغرب
تشكل دراسة تطور الحياة النفسية عند الإنسان توخي الحذر من أن تكون الميتافيزيقا قد استولت على التطور ذاته لتجعل منه ذلك النشاط الذي يقوم مقام الألوهية أو الطبيعة، بحيث تستولي على مهمة فلسفية واسعة، ونحن نريد دراسة السلوك الإنساني، علينا إفراغ الأفكار الميتافيزيقية من عقولنا، لسبب بسيط، هو أن الظواهر الإنسانية ومنها إنتاج السلوك، تتحدد وفق مبدأ السببية حتى نصل إلى العلة الأولى. يُحيل لفظ الحياة النفسية على دلالات عديدة، خصوصا داخل علم النفس بكل تفرعاته ومجالاته، ذلك أن دراسة الفعل الإنساني وما يترتب عليه في علاقته بالواقع، ينبغي أن يكون محط تفكيك تأملي خالص من داخل الفلسفة لإرتباطها الشديد بأبنائها الشرعيين ( علم النفس، علم الاجتماع..) وعليه، يمكننا فتح باب التأمل العقلي على العلوم البيولوجية حتى.
هذه العلوم، بإمكانها مد جسور الثقافي بالطبيعي في الإنسان، وفهم السلوك البشري في تعقيداته وتداخلاته، وأعني بذلك تحديدا، تداخل العمليات العقلية بالوجدانية في جوانية الإنسان.
إن ما ندعوه علما، ليس بالأساس مقاربة الموضوع بمنهج فقط، بل العلم عموما هو ذلك المُضي في طريق البحث دون عناء، حتى بلوغ التفسيرات العلمية على أساس عقلي أو تجريبي يمكنان الإنسان الباحث من تفسير العلاقات السببية بين الظواهر الإنسانية برمتها، أكانت إنتاجا لسلوك، أم إفرازا للمعنى داخل نسق اجتماعي متشابك أم اللامعنى الذي يكسر التوازن الاجتماعي داخل تشكيلات اجتماعية بعينها.
يتبع..