الفقيه محمد البصري: المناضل الوطني القومي التحرري !
يوسف بوستة/المغرب
تحل يوم 15 أكتوبر الذكرى 21 لرحيل المناضل والقائد الوطني التحرري الفقيه محمد البصري، أحد رموز الكفاح ومن مؤسسي جيش التحرير وأحد قادة النضال الوطني ضد الاستعمار وضد قوى الاستبداد المخزني على مدى أكثر من نصف قرن، وقد كرس حياته منذ ريعان شبابه في النضال الوطني، وعمل على تأسيس الخلايا الأولى للمقاومة المسلحة بالمدن الى جانب رفيقه محمد الزرقطوني، وقاد الى جانب المهدي بنبركة وعبد الله ابراهيم وشيخ الاسلام بلعربي العلوي وآخرين نضالات الشعب المغربي من أجل التحرير والديمقراطية، قائدا للمقاومة داخل حزب الاستقلال ثم مسؤولا في الأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحركة الاتحادية الأصيلة، وفي تولى تأسيس وقيادة حركة الاختيار الثوري، كما كرس جزء من نضالاته للقضية الفلسطينية والتنسيق مع قادة حركات التحرر وربط علاقات مع العديد من قادة الدول لجلب الدعم وتوحيد نضالات الشعوب من أجل الثورة العربية، ومواجهة الامبريالية والصهيونية، ولعب أدوارا طلائعية في الصراع الحزبي بين الداخل والخارج الى جانب ثلة من القادة الثوريين، وبعد حل تنظيم الاختيار الثوري، ظل في المنفى لسنوات يتابع الأوضاع الحزبية والسياسية للبلاد، وحتى بعد الانفراج السياسي الذي عرفه المغرب بداية التسعينيات. فقد تردد كثيرا في العودة الى الوطن بالنظر لكونه يعتبر من أشرس معارضي نظام الحسن الثاني، ولم يتنازل قيد أنملة عن مواقفه من النظام، وبعد سنوات قليلة من العودة لأرض الوطن وما عرفه ذلك من حملات اعلامية وسياسية حول التنظيم المسلح وعن أسباب فشل الثورة بعد أحداث 3 مارس، ودور الفقيه فيها، خاصة بعد تسريب رسالته الشهيرة، مما شجع العديد من رفاقه وخصومه كذلك في إصدار مذكرات وشهادات مثيرة للجدل، لقد رحل سي محمد البصري رحلته الأخيرة في الخامس عشر من أكتوبر 2003 وحمل معه الكثير من الحقائق