“إباء الصقور”
بقلم الشاعر السوري عبد الناصر عليوي العبيدي
يــكادُ الصقرُ أنْ يَفنَى سُعَاراً
ويــأنَفُ جِــيفَةً عِــندَ اَلْعُقَابِ
–
وَيَــبْقَى دَائِــمًا شَــهْمًا كَرِيمًا
يُــخَالِفُ كُــلَّ ذِي ظُفْرٍ وَنَابِ
–
يَــعَافُ مَــوَائِدَ اَلْأَنْــذَالِ زُهْدًا
إِذَامَــا اَلــنَّاسُ دَفَّــتْ كَالذُُّبَابِ
–
يَـــرُومُ اَلــطَّيِّبَاتِ وَلَا يُــبَالِي
إِذا اَلْــجَنَبَاتُ شُكَّتْ بِالْحِرَابِ
–
فَمَنْ يَرْضَعْ حَلِيبَ اَلْعِزِّ طِفْلاً
يَــعِشْ حُــرًّاعَزِيزًا لَا يُحَابِي
–
وَمَــنْ لِــلْأُسْدِ دَوْمًــا كَانَ نِدًّا
مُــحَالٌ يَرْتَجِي فَضْلَ اَلْكِلَابِ
–
دَعِ اَلْأَنْــذَالَ تَــأْكُلُ مِنْ حَرَامٍ
وَتَــرْفُلُ بِــالْحَرِيرِ مِنَ اَلثِّيَابِ
–
فَلَمْ تَخْفِ اَلثِّيَابُ ذُيُولَ خِزْيٍ
وَإِنْ أَخْــفَتْ ذُيُــولاً لِــلدَّوَابِ
–
فَــمَنْ بِالْحَيِّ يَعْرِفُ كُلَّ لِصِّ
وَعَــاهِــرَةٍ تَــخَــفَّتْ بِــالنِّقَابِ
–
سَــيَبْقَى اَلْخِزْيُ لِلْأَجْيَالِ إِرْثًا
وَلَوْ فَلَتَ الخَسِيسُ مِن اَلْعِقَابِ