الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

بين الصحافة والسخافة !

 

 

 يوسف بوستة/المغرب 

 

 

عبر التاريخ لعبت الصحافة المكتوبة منذ ظهورها دور الرقيب والناقد للسلطة والحكم، وتقلدت بجدارة منصب صاحبة الجلالة لتتربع على أحد أركان السلطة، وهي السلطة الرابعة بدون أي انتخاب أو تعيين، وقد نالت احترام وتقدير السلط الثلات، رغم أنها مزعجة لها بلا هوادة، لأنها كانت مرآة لهم، و ميزان حرارة يقاس به أي نظام ديمقراطي، بمدى احترامه لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، هذا الموقع اكتسبته صاحبة الجلالة من خلال نبل الرسالة التي تحملها، واتسامها بالنزاهة في نقل الخبر وتحليل المعلومة وتوثيق الحدث والوقائع ونقلها للمتلقي بمهنية وشرف، بل أصبحت مع تطور الاعلام أحد المصادر الأساسية في التوثيق التاريخي بالصوت والصورة، وهكذا ساهمت في خلق رأي عام جمعي واعي في المجتمعات الصاعدة، عبر تثقيف وتوعية فئات واسعة من الطبقات الاجتماعية. ومع ثورة الاعلام والتكنولوجيا أصبح للاعلام دور كبير في صناعة القرار السياسي بل وفي حسم السلطة، من خلال المساهمته في تعبئة الجماهير للدفاع عن مطالبها، أو في مواجهة السياسات المعادية لمصالحها، وكان ذلك كله يتم وفق منهج وتصور إعلامي واضح.

 

وفي خضم هذا المسار الشاءك كانت بوادر ظهور صحافة الرصيف والإثارة التي تترصد الظاهر الهامشية لتجعل منها قضايا كبرى تتصدر الواجهة، وكانت مهمتها معاكسة تماما لرسالة مهنة الصحافة، وبذلك فقد اجتهدت في قلب الحقائق ونشر الأضاليل والأكاذيب بغية تضليل الرأي العام والمساهمة في خلق وعي زائف.

 

وقد تمكنت بالفعل من نشر الخوف والعنف والشك والريبة في الأوساط العامة، والترويج لأطروحات معادية لمصالحها، وعوض التحسيس بمخاطر تلك المظاهر السلبية التي تمارس في نطاق ضيق، تساهم في الترويج والدعاية لها مما ساهم في انتشارها على نطاق واسع، وظهور انحرافات اجتماعية غارقة في الفردانية المطلقة، بشكل غير مسبوق، وتحولت الساعة الاعلامية وجزء كبير من الصحافة الى سوق للنخاسة، تنتهك فيها أعراض الناس وتوزع عبرها صكوك الاتهام والتشهير، ولم تعد فيه للأخلاق المهنية أي اعتبار، وكلما توارت قيم الشرف والنبل الى الخلف، تصعد صفات الخسة والنذالة لتتصدر المشهد الصحفي والاعلامي، وتتحول مهنة المتاعب من صحافة الى مجرد سخافة، طبعا هذا إلى حين .. !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات