الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لعنة الكرسي تحطم الوطن

 

 

لبدالي صافي الدين/المغرب

 

أسدل الستار عن ألعاب الأولمبياد 2024 في فرنسا. وشارك المغرب بـ 60 رياضيا مشاركا في هذه الأولمبياد . حسب الإعلان الحكومي، الذين سيمثلون المملكة في باريس للدفاع عن العلم الوطني في 19 رياضة. وتم رصد لهذا الغرض غلافا ماليا يقدر بعشرة ملايير درهم، ومن أهم الرياضات التي شارك فيها المغرب هي ألعاب القوى وكرة القدم والملاكمة. لكن النتيجة كانت صدمة قوية بالنسبة للمغاربة لما لم يحصل الأبطال المغاربة إلا على ميدالية ذهبية من مجهود البطل سفيان البقالي وميدالية برونزية من طرف فريق كرة القدم. و هنا يجب أن نتساءل عن أسباب و دوافع الهزيمة أو التراجع القاتل للمغرب على مستوى ألعاب القوى. لأن المغاربة سرعان ما يستسلمون لنصب و احتيال الإعلام الحكومي الذي كان دائما يحاول أن يلصق فشل الحكومة بالشعب أو باللاعبين،و هو أسلوب ظل المغاربة يتفاعلون معه إلى حد الثقة و صب غضبهم على الأبطال المغاربة أو على الفريق الوطني لكرة القدم بكل أصنافه و مستوياته. ذلك ما يشهد عليه الزمان الكروي منذ سنين في المغرب وكذلك ألعاب القوى.

 

دائما ما تحاول الحكومة عبر أبواقها المأجورة جعل عدم بلوغ النهائي والحصول على الكأس الأممي أو الإفريقي انتصارا،رغبة منها إسكات صوت الشعب وثنيه عن المطالبة بالمحاسبة بل و محاكمة المسؤولين عن الشأن الرياضي و الشبيبة و الرياضة. بدءا من الراحل حسني بن سليمان الذي ظل على رأس الجامعة الملكية لكرة القدم لعدة عقود دون المردودية المرجوة ولم يحاسب قط.

 

أما وزارة الشبيبة والرياضة فإنها عبر تاريخ الحكومات المتعاقبة لا تمثل إلا رقما حكوميا تتصرف في أموال ضخمة دون محاسبة ولا مساءلة، فهي لا تحاسب على اخفاقات المغرب في عدد من المنافسات الرياضية الكروية أو ألعاب القوى، و لم تحاسب يوما على الأموال التي تبددها دون تقدير مصلحة الشباب و الرياضة و منها صيانة و تأهيل الملاعب و المركبات الرياضية ودور الشباب و المخيمات الصيفية المخصصة للأطفال، و دائما ما تترك شأن الشباب و الأطفال للأندية الوطنية أو الجمعيات الشبابية و جمعيات الطفولة و الشباب.

 

لقد ظل دور هذه الوزارة سلبيا مما ساهم في إخفاق المغرب في المنافسات الرياضية الجهوية و العالمية. و لما تم إسناد جامعة ألعاب القوى إلى السيد أحيزون تساءل الجميع عن هذا الإسناد وعن المعايير التي تم اعتمادها من أجل هذا الإسناد ؟ و بناء على أي مشروع دخل به للمنافسة حتى فاز بهذا المنصب؟ و إنه عقب النتائج الكارثية في الأولمبياد بعد أن أسدل الستار على فعاليات أولمبياد باريس 2024، حتى سارع المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن غضبهم برفع شعار “إرحل” في وجه رئيس جامعة ألعاب القوى، عبد السلام أحيزون.

 

هل أصاب البلاد العقم فلم تعد تنجب كفاءات وطنية لقيادة جامعة ألعاب القوى؟ أم أن مرض الريع و تعدد المناصب والتشبث بها إلى الأبد بلاء أصاب هذه الأمة حتى لا تنهض و تساير الركب ؟ أم أن هناك تقاسم ما تدره هذه المناصب والمسؤوليات من أموال و من امتيازات بين خصوم الديمقراطية و أصحاب النفوذ غير الشرعي؟ إنها أسئلة أصبحت تطرح بإلحاح من أجل الخروج من دائرة الصمت المخيف والمؤامرة على مصالح الشعب في شتى الميادين ومن أبرزها الشباب و المستقبل العلمي و الرياضي و الفني. وإنه لمن حق الشعب المغربي أن يطالب بمحاكمة كل من استفرد بقطاع كان عموميا أو شبه عمومي، و حوله إلى ضيعة خاصة به بدون محاسبة ولا مساءلة.
ا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!