المنظمات الدولية لحقوق الإنسان و العدالة المرجوة
البدالي صافي الدين/المغرب
لا ننتظر من المنظمات الأممية إنصاف الشعب الفلسطيني بتحريك المساطر العقابية ضد الكيان الصهيوني المستعمر لما اقترفه من جرائم حرب ضد الفلسطينيين، كما تفعل ضد دول عربية وإسلامية بأنها لا تحترم حقوق المرأة أو الحقوق الفردية أو لأنها تنوي إنشاء مؤسسات لصناعة أسلحة او أنها تحمي الإرهاب، لأنها منظمات صنعها الغرب لصالحه و جعل لها قواعد خاصة للحسم في الأمور منها حق الفيتو، بل” طغيان الفيتو”. و إن وجود دول عربية وإسلامية ضمن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ما هو إلا تأثيث المشهد السياسي ليس إلا.
إن التقارير و التوصيات التي تصدر عن هذه المنظمات دائما ما تجعل في كفة واحدة الكيان الصهيوني الغاشم والمستعمر و الشعب الفلسطيني المسلوب أراضيه، فآخر التقارير الصادرة عن هذه المنظمات والتي دائما ما تكون دون المستوى الحقوقي الواجب، لأن أغلبها تكيل الاتهامات للمقاومة الفلسطينية المسلحة بارتكابها انتهاكات وجرائم ضد المدنيين والجنود الإسرائيليين في يوم 7 أكتوبر، في الوقت الذي تتجاوز تلك التقارير مما يرتكبه الجيش الصهيوني من مجازر وحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، تشهد عليها عيون الصحافة الحاضرة و المنظمات الإنسانية المحايدة لأكثر من تسعة شهور، حيث يتم الدوس على الحق في الحياة بالنسبة للشعب بكامله أي حق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر، إنه الانحياز الواضح، لأن هذه المنظمات ليست مستقلة فهي ظلت دائما تحابي الإرهاب الفعلي الذي تمارسه الصهيونية في العالم بحماية أمريكية ضد الشعوب بزرع عصابات متطرفة تحت غطاء ديني للقتل و الإغتصاب و سرقة الثروات الشعبية وممارسة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني و ضد الشعب العراقي و الشعب السوري والشعب الليبي والشعب السوداني.
لا أمل يرجى من منظمات الأمم ومجلس الأمن لأنهم جميعهم في خدمة الإمبريالية المتوحشة و في حماية جرائم الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية. ولا يمكن للعرب بولائهم المطلق لأمريكا ولإسرائيل، أن يحققوا للشعب الفلسطيني نصرا أو انتصارا، لأن تحرير الأرض الفلسطينية و استرجاع الحق الفلسطيني لن يتحققا إلا بالمقاومة و الوحدة و التضامن بين الشعوب العربية والإسلامية وليس بالمساومة و بالتطبيع مع العدو .