الولاء للوطن أم للحكومة في العالم العربي؟ !
علال بنور – الدار البيضاء.
اعتقد أن توالي الضربات التي يتعرض لها المواطن العربي في وطنه ، تجعلنا نبحث عن مفاهيم جديدة لاستبدال الرائج منها ، كالمواطن و المواطنة و الدولة الوطنية و دولة الحق والقانون …هنا تحضرني مقولتان لأمير الثوار شي غيفارا يقول: “إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم هو وطني” ثم يقول : “علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن”
أما الشاعر العربي احمد مطر يقول : “نموت كي يحيا الوطن …يحيا لمن ؟ نحن الوطن …إن لم يكن كريما و لم يكن محترما و لم يكن حرا …فلا عشنا و لا عاش الوطن.” و من هنا يحضرني كذلك سؤال هل الولاء للوطن دائم ، والولاء للحكومة مؤقت عندما تستحقه؟ هذه المقولات تميز بين قضيتين أساسيتين قد حسم فيهما الفكر السياسي الغربي ، فالولاء للوطن يفترض فيه الثبات والديمومة ، أما الولاء للحكومة أو للأشخاص فهو ولاء متغير لأنه مرتبط بمدى أهمية الإنجازات التي تخدم كل الشعب و ليس غير الشعب ، في إطار تعاقد اجتماعي .
التمييز غائب تماما في العالم العربي ،حيث نجد خلطا بين الوطن و الدولة و الحكومة ، هذا المثلث لزم تاريخ العرب ، غريب ، نجد الحاكم و الحكومة غير خاضعين للمساءلة والنقد، يجتمعان في الكرزمائية، وهكذا تتسع دائرة الولاء لتشمل كل من وما يحيط بالحاكم ،الذي يمارس مقابل الولاء سلوك التعالي بل الالهية !.