عودة إلى تداعيات حل البرلمان الفرنسي
د.شرف الرفاعي: فرنسا
بعد حل البرلمان الفرنسي يوم الأحد 9 يونيو 2024 من طرف رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون واعلانه عن تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لاوانها يومي 30 يونيه و 7 يوليوز من نفس السنة وبعد الفوز الساحق لليمين المتطرف بقيادة التجمع الوطني المسمى سابقا بالجبهة الوطنية بقيادة عائلة لوبان الأب سابقا والإبنة حاليا والتحاق زمرة أخرى من اليمين المتطرف وعلى رأسهم مجموعة من أعضاء حزب اريك زمور للتحالف مع التجمع الوطني الذي ترأسه ماري لوبان، هذا التحالف له حظوظ كبيرة بالفوز بالانتخابات التشريعية القادمة وبالتالي قيادة الحكومة الفرنسية حسب الدستور والتعايش مع رئيس الجمهورية الذي سيصبح في مركز المعارضة.
بالمقابل لهذا التحالف وفي خضم الصراع من أجل رئاسة الحكومة وفي غياب أي أمل لأغلبية رئاسية، تم الاعلان عن تأسيس تحالف يساري جديد أطلق عليه الجبهة الشعبية الحديثة والمكون من تجمع فرنسا الأبية، الحزب الاشتراكي، الخضر، الحزب الشيوعي،بالاضافة الى فعاليات يسارية وتقدمية، وكذلك أغلب المركزيات النقابية و جمعيات المجتمع المدني في محاولة لقطع الطريق على اليمين المتطرف للوصول الى رئاسة الحكومة، وقد استطاع هذا التحالف اليساري للوصول الى اتفاق حول برنامج انتخابي موحد والى الاتفاق أيضاً على مرشح واحد في كل الدوائر الانتخابية لتمثيلها.
وحسب استطلاعات الرأي فان تحالف اليمين التقليدي والأغلبية الرئاسية لن تحصل على الأغلبية في البرلمان القادم وبالتالي سيكون هناك تعايش جديد بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المقبلة الذي يتعارض مع سياسته.
وقد عرفت الجمهورية الخامسة عدة تعايشات في الماضي، من بينها:
تعايش الرئيس ميتران وجاك شيراك بين 1986 و 1988
تعايش الرئيس ميتران وادوار بلادير بين 1992 و 1995,
تعايش بين الرئيس جاك شيراك وليونان جوسبان بين 1997 و 2002.
وقد سبق أيضا أول تعايش في الجمهورية الخامسة في عهد شارل دوغول سنة 1958 وقد نص الدستور آنذاك على اعطاء رئيس الحكومة المساند من طرف الأغلبية البرلمانية السلطة الفعلية لتدبير الشأن العام، فكيف سيكون التعايش المقبل ؟؟!