ماذا بعد الاستحقاقات الانتخابية الاوروبية وتداعيتها بفرنسا ؟!
د.شرف الرفاعي/فرنسا
عاشت أوروبا بشكل عام وفرنسا خصوصا، حدثا تاريخيا بامتياز بفوز مريح وساحق لليمين المتطرف بكل تلاوينه بحصوله على أكثر من من 35 مقعد وحصول فرنسا الأبية على 9 مقاعد من بينها مقعد لفرنسية من أصول فلسطينية ومقعدين لفرنسيين من أصول مغاربية، وغياب الحزب الشيوعي الفرنسي عن التواجد في البرلمان الأوروبي ، مع احتفاظ الحزب الاشتراكي والخضر بنواب لهم.
حصول اليمين المتطرف على نسبة مئوية عالية فاقت كل التوقعات والتقديرات وكذلك استطلاعات الرأي من مؤسسات لها باع طويل في هذا الميدان.
على إثر هذه النتائج الكارثية قرر رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون حل البرلمان الفرنسي والدعوة إلى إنتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لجأ رئيس الدولة الى هذا القرار وهو يعلم علم اليقين هاته الانتخابات لا يمكن أن تكون لصالحه؟؟؟!!!
يعتقد البعض وأنا منهم، أنها مناورة وتكتيك استباقي لربح رهان الانتخابات الرئاسية القادمة لرفاق ماكرون، واعطاء هدية مسمومة لليمين المتطرف لرئاسة الحكومة المقبلة بعد حصوله على الأغلبية في البرلمان القادم، واعادة ماسمي في الماضي بالتعايش، كما حصل بين الرئيس متيران وجاك شيراك، أو ما حصل من بعد بين الرئيس جاك شيراك وليونان جوسيان. حيث كانت الأغلبةمع رئيس الحكومة وليس مع رئيس الجمهورية.
ويعتقد رئيس الجمهورية الفرنسية أن حكومة اليمين المتطرف ستجد صعوبات كبيرة في حل المشاكل العويصة التي يعاني منها الشعب الفرنسي وبالتالي ستفقد كل مصداقيتها في تحقيق برنامجها الانتخابي و بالتالي لن تتمكن رئيسة حزب التجمع الوطني ماري لوبان أن تصل لرئاسة الجمهورية الفرنسية.