اليهودالمغاربة صنفان
اليزيد بركة/ المغرب
فعنونو مردخاي، أو جون كروسمان بعد ان اعتنق المسيحية، يهودي مغربي، ولد في مراكش سنة 1954 وكان عمره سبع سنوات عندما هاجرت عائلته الى اسرائيل حيث أكمل دراسته، واشتغل كفني نووي في المفاعل النووي بديمونة. ولكن ميولاته اليسارية، حيث كان عضوا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي ( أيام زمان)، جعلته مناهضا لأن تكون اسرائيل دولة نووية، لذا تخلى عن العمل في ديمونة وأصبح ناشطا بيئيا وداعيا للسلام. قضى في السجن 18 سنة بعد أن استدرج من طرف أمريكية صهيونية كان يراسلها على أنها ناشطة بيئية وادعت رغبتها في مصادقته واستدرجته الى ايطاليا حيث أعدت له الموساد فخا محكما بمساعدة الفتاة. وعقدت له محاكمة سرية وأدين لكونه قدم في لندن لصحافي بريطاني كل ما بحوزته من وثائق عن السلاح النووي الاسرائيلي والتي كشفت أن اسرائيل تملك حوالي 200 رأسا نوويا. لحد الآن ما يزال يعاني من الاضطهاد.
فعنونو بعد خروجه من السجن خضع لقواعد صارمة تحد من حريته في التنقل وفي الاتصال بأي شخص إلا قبل إعلام الأمن ب 24 ساعة ولا في حالة رغبته بتغيير مقر السكنى الذي هو الكنيسة إلا قبل الاعلام بمدة، وكان يرفض هذه القواعد الشيء الذي أدى الى اعتقاله ومحاكمته عدة مرات، هو الآن يبلغ سبعين سنة وما زال يعاني من تلك القواعد الصارمة.
بعض الناس رسميين وغير رسميين يتكلمون عن اليهود المغاربة، هكذا بالمطلق، ويدعون إلى أن نستقبلهم بالأحضان اذا مارغبوا في المجيء الى بلدهم ! هذه الدعوة تبني حجتها على أن أولائك هم مغاربة بالمواطنة ولا يمكن أن نجردها عنهم، هذه الحجة تخفي شيئا مهما يدحضها. إن أولائك اليهود المغاربة يتمتعون فعلا بالجنسية المغربية لكن عندما يكون فقط بيننا وبينهم خلاف سياسي وايديولوجي وديني، أما وأن بينهم من خرج عن الطبيعة البشرية واقترف جرائم حرب وشارك في إبادات جماعية أو في اغتيالات وقتل. فمثل هؤلاء يكونون عادة مطلوبين للعدالة في أي مكان من العالم.
لم يسبق للمغرب في ظل أي حكومة كانت منذ اعتقال فعنونو أن تدخلت لصالحه مع أنه مغربي، ولم يسبق لها أن حكمت على أي واحد اقترف جرائم حرب، ما معنى هذا ؟ معناه أن الخط الفاصل بين المواطن وبين المجرم منعدم عند الحكومة وكل من يؤيدها في موضوع اليهود المغاربة القاطنين الآن باسرائيل وفي بعض المستوطنات.
الشعب المغربي لا يمكن أن يكون ضد أي يهودي مثل فعنونو ولا ضد أي يهودي مدني مسالم لم يضطهد شعبا ولا اغتصب أرضا. ولكنه بالمقابل لا يمكنه أن يقبل بالمجرمين والسفاكين والإستعماريين. فأمثال هؤلاء مبدئيا يعتقلون و يحالون على المحاكم.
