المبادرة النسائية المغربية من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة وضد التطبيع

رسالة مفتوحة

السادة المحترمون، سفراء كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا وفرنسا

بعد التحية والاحترام الواجبين،

اعتبارا لمسؤوليتكم في حرب الإبادة التي تقترفها الدولة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، وما تتعرض له النساء على الخصوص من عنف واغتصاب وتقتيل، ومن استهداف لإنجابيتهن كاستراتيجية للتطهير العرقي، فإننا نتوجه لكم كنساء مغربيات بهذه الرسالة المفتوحة لتتحملوا مسؤولياتكم التاريخية أمام البشرية جمعاء كأجيال حاضرة ومستقبلية.

ففي أجواء بشاعة الحصار والتجويع والحرب الوحشيّة التي يشنّها الكيان الصهيوني على الشّعب الفلسطينيّ في غزّة، وما رافقها ولا يزال من مجازر وجرائم، تجاوز فيها هذا الكيان كل الحدود الأخلاقية والدينية وانتهك كل المواثيق والقوانين الدولية، حيث لم تستثن آلياته التدميرية أحدا، سواء كانوا أطفالا، أو نساء، أو رجالا أو صحفيين أو أطباء وطبيبات أو ممرضين وممرضات أو رجال ونساء الإغاثة. كما دُمرت المدارس والجامعات والمستشفيات والكنائس والمساجد والمتاجر والأسواق والمتاحف ومقرات المنظمات الدولية وكل مقومات الحياة المدنية بغزة.

وفي ظل ممارسات القمع والقتل والاستيطان من قبل هذا الكيان ضد أهل الضفة الغربية والقدس وما يصاحبها من تدابير تسعى لتغيير المعالم التّاريخية والدّينية لفلسطين وطمس هويتها؛

واعتبارا للظروف اللاإنسانية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والتي تفاقمت وتضاعفت بشكل وحشي منذ السابع من أكتوبر من السنة الماضية؛

ونظرا لكون هذه الممارسات الهمجية للاحتلال الصهيوني، قد تجاوزت الطبيعة البشرية ولا تختلف في شيء عن جرائم النازية والفاشية مجتمعتين، لطبيعتها الانتقامية ولغايتها المعلنة في حظر كل معالم الحياة بغزة وفي محو ثقافة الشعب الفلسطيني، وإبادته الجماعية وإجبار الأحياء منه على الهجرة؛

فإننا نحن مجموعة من التنظيمات النسائية والنساء الفاعلات في مواقع ومجالات الفعل المتعددة، وانطلاقا مما يجمعنا من الإيمان والتشبع بالقيم الكونية لحقوق الإنسان، واقتناعنا العميق بعدالة القضية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي تقرير مصيره وحقه في مقاومة الاحتلال من أجل استعادة أراضيه المغتصبة، وحق اللاجئين واللاجئات في العودة إلى الوطن الأم، كما أقرت بذلك مجمل قرارات الأمم المتحدة والمنتظم الدولي، نعلن ما يلي:

• استنكارنا الشديد لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات رهيبة يعجز الضمير الإنساني عن استيعاب بشاعتها ووحشيتها، فلا سابق لها في تاريخنا المعاصر، إذ تشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم على المستوى الإقليمي وفي العالم برمته؛

• تنديدنا الشديد لاستهداف الكيان الصهيوني الممنهج للنساء الفلسطينيات وبالخصوص الأمهات منهن، كجبهة حاسمة في استراتيجيته الهادفة للإبادة والتطهير العرقي، حيث تعرضن لمختلف أشكال التقتيل والعنف الجنسي والتجويع؛

• شجبنا القوي لممارسة دولكم للكيل بمكيالين في سياستكم الدولية ودعوتنا لكم للاحتكام إلى معايير حقوق الإنسان ومقتضيات القانون الدولي الإنساني والضغط من أجل إعلاءها، بدل استمراركم في غض الطرف عن هذه المعايير وعن هذه المقتضيات كلما تعلق الأمر بانتهاكها من طرف إسرائيل، مما يكرس انحيازكم اللامشروط للكيان الصهيوني المارق؛

• تنبيهنا إلى أن الكيان الصهيوني ما كان له أن يتمادى في مجازره ووحشيته وعجرفته وفي تجاوزه لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية لولا الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي والحربي اللامشروط لدولكم وتدخلاتكم بشكل ممنهج وباعتماد كل ما تمتلكونه من سلطة القرار في المنتظم الدولي، وخاصة في الأمم المتحدة، من أجل ضمان إفلات هذا الكيان المجرم من العقاب عن كل جرائمه المرتكبة على مدى أكثر من 76سنة من احتلاله للأراضي الفلسطينية؛

• إن صمتكم أمام هذا الكابوس الإنساني حسب وصف الأمين العام للأمم المتحدة، واستمراركم في تزويد الكيان الصهيوني بالدعم المالي والسياسي وأسلحة الدمار، يضع دولكم أمام المساءلة والمحاسبة القانونية الدولية بعد أن أقرت محكمة العدل الدولية بأنه “من المعقول أن ترقى أفعال إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني إلى مستوى الإبادة الجماعية”؛

بناء على كل ما سبق، فإن المبادرة النسائية المغربية من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة وضد التطبيع، تدعوكم إلى ما يلي:

• العمل على فرض وقف فوري ودائم للحرب في غزة واتخاذ إجراءات حازمة وملزمة للكيان الصهيوني لتوقيف التقتيل الجماعي بغزة ورفع كل أشكال القيود المشددة لإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية والكافية لإنقاذ أهل غزة من خطر المجاعة والأوبئة وبما يضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم؛

• التوقف الفوري عن كل الإمدادات المادية التي تدعمون بها الكيان الصهيوني النازي وعن المساندة السياسية والإعلامية التي تغطون بها على جرائمه الهمجية

• الضغط على الكيان الصهيوني لفرض احترامه لكل القرارات الأممية والقانون الدولي بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشأن سياسة المستوطنات والوضع اللاإنساني داخل السجون والمعتقلات؛

• تحمل المسؤولية في تحريك آليات الأمم المتحدة لمحاسبة الكيان الصهيوني عن كل جرائمه المرتكبة، وتحميله المسؤولية في إعادة إعمار كل ما دمرته الآلة الصهيونية في غزة والعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه العادلة والمشروعة ومن إقامة دولته المستقلة والمتحررة من نظام الفصل العنصري الذي فرضه هذا الكيان على الأراضي المحتلة.

التوقيعات:

المنظمات

الفعاليات: