مــتى الــقاكِ يــا أغــلى صديقةْ
عبدالناصر عليوي العبيدي – سوريا
وقــفتُ أمــامَ عــينيها الــرقيقةْ
بــصمتٍ دامَ أكــثرَ مــن دقــيقةْ
.
أحـــدِّقُ بــاحــترامٍ وَ يْــكَــأني
أطــوفُ شــوارعَ القدسِ العتيقةْ
.
فــــأدّيــتُ الــتــحيةَ بــاحــترامٍ
كــجنديٍّ مــن الــدولٍ الــعريقةْ
.
مــخاطبةُ الــجمالِ لــها طقوسٌ
وأفــضلها يــكونُ عــلى السليقةْ
.
فــفي العــينين أســرارٌ حــيارى
تــنــاديني لأكــتــشفَ الــحقيقةْ
.
لــمحتُ بــعمقها أســرارَ عشقٍ
فــأبــدتْ لــي تــفاصيلاً دقــيقةْ
.
ذهــبتُ مــع الــخيالِ إلــى بعيدٍ
وراءَ الــغــيمِ وديـــانٌ ســحيقةْ
.
لــعبقرَ فــي بــلادِ الجنِّ أمضي
وحــيداً والــمخاطرُ بــي مُحيقهْ
.
لأكــتبَ فــي مــحاجرِها حروفاً
تــحــلِّقُ مــثــلَ أطــيارٍ طــليقةْ
.
وتــأتي فــي ســكونِ الليلِ سراً
عــسى تــلقى لــمخدعِها طريقةْ
.
تــخــبِّرُها بـــأنَّ هــناكَ قــلباً
بـــه فــي كــل زاويــةٍ حــريقةْ
.
ألا هــــبـّـي لــنــجدتهِ ســريــعاً
وكــوني كــالملاكِ بــه رفــيقةْ
.
تــجلَّى مــن سنا الخدينِ صبحاً
بــه انــبهرتْ أزاهــيرُ الــحديقةْ
.
وقطراتُ الندى في الثغرِ لاحتْ
كــلــؤلؤةٍ تــنــامُ عــلى عــقيقةْ
.
تــغارُ الــرِّيمُ والــغزلانُ مــنها
فــراشاتُ الــحقولِ لــها عشيقةْ
.
فذي سفني التي خاضتْ بحوراً
بــعينيها لــقد ســقطتْ غــريقةْ
.
أيــا صــنوَ الــبدورِ خــلاكِ ذمٌّ
كــمــا الــملكاتُ فــارهةٌ أنــيقةْ
.
فــمن نــخلِ العراقِ بها شموخٌ
كــمــا بــغــدادُ نــاعمةٌ رشــيقةْ
.
بــعــيدٌ عــنكِ تــأكلُني الــمنافي
مــتى ألــقاكِ يــا أغــلى صديقةْ
.
فحبكِ في الحشا قد باتَ بعضي
وقــدْ رَسَــخَتْ لــه أُسُسٌ عميقةْ