أزمة تربية.
سعاد الشرقاوي – المغرب
تهتم العديد من البرامج و المنابر الإعلامية بالأسرة، و المشاكل التي تتخبط فيها.
لحيث هناك نقطة مشتركة بينهم ،ألا و هي مخلفات التربية التقليدية التي تحث على الحشمة و الحياء و العيب و عدم البوح بالأحاسيس النبيلة في تعاملنا ،سواء مع الزوج أو الأب أو الأم أو الإبن أو الغير كل في مرتبته و مكانتش المجتمعية.
هذا النوع من التربية كبلنا و وضعنا في مأزق صعب معه الخروج من عنق الزجاجة، و صار التفكك الأسري و الطلاق سمة غالبة، لانعدام ثقافة البوح ، و التعبير بحرية ، في إطارها المعقول و القانوني لإرضاء الذات و الآخر معا، و تعميق لغة المحبة و تجديدها أكانت داخل العلاقة الزوجية أو الأبوية أو غيرها من العلاقات الانسانية….
لم يعد هذا النوع من التربية محبوبا و مطلوبا في زمننا الحالي.
و مع التطور الجامح الذي طال جميع الميادين و اخترق جميع البيوت و تشبع به أبناؤنا فصاروا يعيشون التناقض الصارخ، بين القديم و الحديث، مما أدى الى وصفهم بعديمي التربية و قليلي الحياء.
لنكون بذلك قد أسقطنا حكم قيمة في غير محله على أشخاص لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في زمن تجاوز القديم، و احتار كيف يتبنى الجديد دون اتهامات جزافية.
جيل واقعي حداثي عرف كيف تورد الإبل و من اين تؤكل الكتف.
تجاوز مصطلحات متحجرة قديمة إلى أخرى أكثر إنسانية و أكثر تشبثا بالحياة…
دون أن يخجل من البوح بها ، مادامت معبرة و صادرة عن أحاسيس عميقة ، فرضت ذاتها في لحظة أو موقف أو رد جميل، فترجمت بكلمة أو حركة أو فعل دون مركب نقص، وهو ما كنا نفتقده نحن الجيل المنكمش، الخجول في التعبير عن أحاسيسنا في مختلف حالاتنا الإنسانية فكانت بالتالي تربية غير ناضجة ، غير صحية ، و غير مجدية حطمت الكثير من المعاني السامية بدعوى المحافظة، و جنت على الأسرة خاصة و المجتمع عامة ، و كانت سببا مباشرا للعديد من الظواهر الشادة التي تعيش على أرض الواقع وتشكل أكبر تهديد لاستقراره، ولعل مانعيشه يوميا ونسمع عنه إعلاميا من شدود وإجرام أكبر دليل على ذلك….
مجرد كلمات للعبرة وجب الوقوف عندها .
