قصيدة “زهرة الحياة و العشق”
بقلم خالد صابر – دبلن
أَيْنَ يَمْضِي…
سَهْمُ هَذا النَّهآر
يآ قِبْلَةَ الدُّرُوب،
يآ شَمْسَ الشُّعُوب
هَلْ يَبِيتُ بِنَا
فِي جُفُونِ الشَّمْس
وَ هَلْ هُنآكَ تَنْمُو
أحْلآمُُ مِثْلَ أحْلآمِنَا
تَبْهَجُ بِصُفْرَةِ الذُّبُول
تَتَعَمَّدُ فِي حُمْرَةِ الدَّمِ وَ الدُّمُوع
تَتَعَبَّدُ بِبَيآضِ الأكْفآن
وَ تَتَخَشَّعُ بِسَوآدِ الآلآمِ وَ الدُّخآن
تَسْتَوْلِدُ فَجْرَكِ
بِجَمِيعِ الرِّيشآتِ وَ الألْوآن
يآ حُرِّيَة…
يآ سَمْفُونِيَّةَ الأكْوآن
مَوْعِدُنَا…
كآنَ فِي سَمآءِ كُلِّ السّآحآتِ
وَ فِي زَفْرَةِ كُلِّ السّآعآت
بِلآ طَرْقٍ أو ْ طَرِيقٍ أَوْ تَوْقِيت
كُلُّ مآ يَلْزمُنا كآنَ آهآتٍ تَتْبَعُ آهآت
وَ أيآدِي مَغْلُولآت
بَيْنَ بُخُورِ الكَهَنَةِ وَ الشَّرْق
وَ أصْفآدِ الرُّومِ وَ الغَرْب
فِي شَسآعآتِ السُّخْرَةِ وَ السَّوْطِ وَ الشَّوْق
وَقُرُونِ القُهْرَةِ وَ البُعْدِ وَ الفُتآت
وَ بِحآرِ الغَرَقِ وَ التَّوآبِيت وَ الحُورٍيآت
فِي عَرَقِ الظّلآمِ وَ المَصآنِع
، وَ لَفْحِ الظَّهِيرَة فِي المَزآرِع
في دَوِي البَنآدِق وَ زئيِرِ المَدآفِع
***
هُنَآكَ…
فِي اللَّحْظَةِ الأُولَى
فِي البَرِّيَّةِ الأُولَى
نَبَتْتِ…
بآ زَهْرَةَ الحَيآةِ وَ العِشْق
حُرَّةً
مِنْ بَذْرَةِ لآشَيْء
وَ اسْتَحَلْتِ
وَهْجَ كُلِ شَيْء
مَسْقِيَّةً بِمَطَرِ الغَد
وَ مُعَمَّدَةً بِنُبُوءَةٍ وَ عَهْد
يآ ندائِي البَعِيد…
يآ وَصِيَّةَ سبآرْتَكُوس لِكُلِّ العَبِيد
هآ…
قَدْ صآرَ
القَدَرُ بَدْرًا الآن
حِينَ اسْتَرَقَ النَّظَرَ إِلَيْكِ
وَ أمْعَنَ بِدُونِ استئذآن
وَ صآرَ
هَدِيرُ البَحْرِ
قِيثآرَةَ وِجْدآنٍ وَ عُنْفُوآن
لَمّآ سَمِعَ عَنْ فِرْدَوْسِكِ
مِنْ حَنآجِرِ ألْفِ ثائِرٍ شُجْعآن
وَ رَجْفَةِ رُبّآنٍ سَجّآنٍ جَبآن
وَ مِنْ
لُوركا وآحِدٍ
مُزْهِرٍ جَبّآر
فِي ألْفِ أُقْحُوآنَةٍ وَ أُنْشُودَةِ مِزْمآر
وَ عُرْسِ دَمِهِ ذآكَ فِي فِيزْنآر*
***
قُولِي لِي…
فٍي أَيِّ مَوْقِد ٍ لِلأحْلآم
أََجِدُ رَمآدَكِ
بَعْدَ غَرُوبِ الأَيّآم
حِينَ ذآتَ يَوْمٍ
لَنْ تُشْرِقَ شَمْسُكِ
عَلَى أَرْضِ عَيْنَي
شِعْرِي…
وَ ندائُكِ تَوْأَمآن
كَالغِنآءِ وَالغَجَر
كَاللَّيْلِ وَ الفَجْر
فَكَيْفَ أُحآرِبُ بِدُونِ ذَلِكَ اللَّحْن
وَ كَيْفَ أنْتَصِر بَعِيدًا عَنْ ذآكَ الحُضْن
وَ كَيٌفَ…
لَيْلِ البَشَرِيَّة كآن
بِدُونِ فَجْرِكِ
يآ حُرِّية…
يآ…
أُخْتَ الإِنْسآن
* فيزنار ، بلدة في جنوب إسبانيا بالقرب من غرناطة، و فيها
يرجح أن يكون قُتِلَ الشاعر و المناضل الأسباني الكبير لوركا على يد فرقة إعدام تابعة لقوات فرانكو اليمينية يوم ١٨ أو ١٩ يوليوز ١٩٣٦