قصيدة « أُمّـة الطبـخ »
للشاعر عبــد الناصر عليوي العبيدي – سوريا
لا الــطبخُ يَــشغلُني أو كانَ يَعنيني
لــكنَّها صــدفةٌ مــرّتْ بــها عــيني
–
شــاهدتُ صــفحةَ طــبَّاخِ فأذْهلَنِي
قــد بــاتَ أتْبَاعُهُ كالرُّزِ في الصينِ
–
أدركــتُ أنَّ فــنونَ الــطبخِ معـجزةٌ
لأمَّـــةٍ هَــمُّها حــشوُ الــمصارينِ
–
إنَّ الــكُــرُوشَ إذا دَلّــلــتَهَا كَــبُرَتْ
يــصيرُ صــاحبُـها مــثلَ السلاطيـنِ
–
هـي الــوسيلةُ كي تَرْقَى بنهضتِها
تــحــرّرُالقدسَ مــن أنــيابِ تــنِّينِ
–
ثُـــمَّ انــتــقلتُ إلــى أُســتاذِ فــلسفةٍ
مــازالَ مــلتزماً بــالعُرْفِ والــدّينِ
–
حــروفهُ صَــدِئَتْ، مــا مــرَّها أحدٌ
إلاّ إذا خــطــأً، بــعــضَ الأحــاييــنِ
–
فــالفكرُ مـعضلةٌ والــناسُ ترهبُهـا
مـــا راقَ مَــسْــلَكُها إلاّ لــمِــسْكِيـنِ
–
فَــعُدتُ مــدَّكِراً مِــنْ هــمِّ هــندسةٍ
إذْ مَــسَّنِي هَــوَسٌ مِــثلَ الــمجانينِ
–
حــتى تَخَرَّجـتُ باتَ الكونُ يَغبِطُنِي
أمضيتُ عُمْرِيَ بينَ الوحلِ والطينِ
–
أَتْــبَعتُهَا فــي بحورِ الشعرٍ منشغلاً
كــي أَنحَـتَ الحـرفَ طِبْقاً للموازينِ
–
مــافَادَنِي الــشعرُ حــتى لــو مُعَلَّقةً
كــتبتُها فــي مــدادٍ مــن شــراييني
–
فــالــشعرُ يـحــلو إذا تــتلوهُ فــاتنةٌ
حــتى وإنْ تُــبْدِلَ الــثاءاتِ بالسينِ
–
مــاأجـملَ الــضَّمَ للكسراتِ تَرفعُها
وفــتــحةً زيَّــنَتْ صــدرَ الــفساتيـنِ
–
أنْ تَــكْسِرَ الــوزنَ مغفورٌ لها سلفاً
هـيَ الــتي، جَـبَرتْ كَسْرَ الملاييــنِ
——-