قصيدة “أشلاء اولادي”
بقلم الشاعرة الفلسطينية بيسان مرعي
أشلاؤُكم يا أولادي
وضعتها بالأكياسِ
أشلاؤُكم يا أولادي
حضنْتُها
قبّلْتُها
شمَمْتُ مِسْكَها
حين عطّر شذاها
الأنفاسِ
أشلاؤُكم يا أولادي
تناثرت هنا
وهناك
تطايرت في الطرقاتِ
وتحت الأشجارِ
فأين الملوكُ والأمراء
أين من يتغنّون بالجيوشِ
والحرّاسِ
أشلاؤُكم لم أجِدْ لها كفناً
لم أميّزكُم
فهل هذه قطعةٌ من
عبدالله، محمد
أو أميرتي رنا؟
لست أدري
أنا في ضياعٍ
والتباسِ
وهذه اليد ما بها
تفحّمت
سُلِخَ عنها لحمُها
ولم تتحرك الضمائرُ
أو الإحساسِ
وما هذه الأشلاءُ
المتناثرة هناك
في تلك الزاويةِ
هل هي بقايا أطفالي؟
لا، فهذا الوجهُ يشبه
أبناء جاري
أبي فراس
وذاك الشعر الأشقر
الجميل، إنه شعر
ريماس
وهذا الفستان الورديُّ
الذي تلطّخ بالدماءِ
وبه بقايا طفلةٍ
إنه فستانُ ابنة
الجيران الرقيقةِ
ايناس
ولمن هذا الجسدُ المتمزّق
بلا رأس
كلّ الحيّ قد استشهد
والأشلاء عانقت بعضها
العناق الأخير
فأين البشرُ، وهل خلت
هذه الدنيا
من الناسِ
أهم في غيبوبةٍ، أم
في نعاسِ
أشلاؤُكم يا أولادي
للتحريرِ والتمكينِ
بذرة كالغِراسِ
وهذا الدّمُ الطاهرُ
سيكونُ للنّصرِ كالشعلةِ
للنّبراسِ